تسعى الجزائر إلى تعزيز تعاونها مع موريتانيا لإقناع هذا البلد بالالتزام بمشروعها الرامي إلى إنشاء اتحاد مغاربي بدون المغرب
تتصاعد التوترات بين المغرب والجزائر يوما بعد يوم. ويمارس الجاران تنافسا مستمرا منذ ثلاثين عاما، على خلفية قضية الصحراء. ويهدف مشروع الجزائر الجديد الى خلق إطار تشاوري للمغرب الكبير دون المملكة لأن اتحاد المغرب العربي في غيبوبة.
هل يجب علينا أن نستسلم لهذا الوضع حتى يعود UMA إلى الحياة؟
يجيب أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري مؤخرًا بالا لإظهار مزايا هذا المشروع.
وأوضح الرئيس الجزائري في تصريح للصحافة أن هذه البوتقة تهدف إلى سد الفراغ الناجم عن توقف الاتحاد المغربي الذي لا يوجد إلا اسمه. و أشارا إلى أن تونس وليبيا انضمتا بالفعل إلى هذا المشروع الموجه ضد دولة أخرى في المنطقة في إشارة إلى المغرب. وللتذكير، فإن اتحاد المغرب العربي، الذي أسسه المغرب والجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا عام 1989 في مراكش، الا أنه توقف عن العمل منذ سنوات. ويعود تاريخ آخر قمة له إلى عام 1994. وبالتالي، لم يبق مقتنعا بعدم استبعاد المغرب نهائيا من هذه الديناميكية المغاربية الجديدة سوى موريتانيا على حد تعبير سيباستيان بوسوا، الأستاذ في جامعة بروكسل الحرة.
وحتى الآن، لم ينجح الرئيس تبون بعد في إقناع نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بالانضمام إلى المشروع. لكن موريتانيا قد تستسلم في نهاية المطاف حسب ما أوردته صحيفة إل كونفيدنسيال، مذكّرة بأن الجزائر تحتفظ بعلاقات جيدة مع هذا البلد. ودشن الرئيسان مؤخرا مكاتب جمارك على المعبر الحدودي وأعلنا عن بناء طريق بطول 840 كلم يربط تندوف بالمدينة المنجمية الزويرات. و في غضون ذلك، قامت الجمارك الموريتانية بزيادة التعريفات الجمركية على الفواكه والخضروات التي يصدرها المغرب عبر الكركرات في يناير، مما خلق أزمة بين البلدين.
وبحسب وسائل الإعلام الإسبانية، فإن الجزائر تحاول استبعاد المغرب من مشروع الاندماج لسببين أولهما أن المغرب هو الدولة المغاربية الوحيدة التي تحافظ على علاقات مع إسرائيل، مما يثير التساؤلات حول التماسك الإقليمي. والثاني، أن الجزائر تسعى إلى عرقلة مبادرة الملك محمد السادس الهادفة إلى تسهيل الوصول إلى المحيط الأطلسي لدول الساحل (مالي والنيجر وتشاد وبوركينا فاسو) عبر ميناء الداخلة. وخلافا لما يقترحه المغرب، فإن مشروع الطريق بين تندوف والزويرات ليس مستحيلا، لأن الجزائر لديها الإمكانيات المالية لتحقيقه حسب تحليل خبراء جزائريين.
https://www.bladi.net/maghreb-maroc-algerie-joue-carte-mauritanienne,107...