بدأت العلاقات بين قطر وموريتانيا تشهد تحسناً تدريجياً بعد توقيع اتفاق العلا في يناير 2021، والذي أنهى الأزمة الخليجية وفتح الباب أمام إعادة العلاقات بينهما.
حيث اتخذ البلدان خطوات مهمة لإعادة بناء الثقة واستئناف التعاون، إذ شهدت الفترة الأخيرة زيارات دبلوماسية متبادلة وتوقيع اتفاقيات تعاون في مجالات مختلفة.
خطوة دبلوماسية مهمة
في خطوة دبلوماسية مهمة، عينت قطر أول سفير لها في موريتانيا منذ 7 سنوات، وهو ما يعكس تحولاً كبيراً في العلاقات بين البلدين.
وبحسب وكالة الأنباء القطرية فقد أصدر أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قراراً بتعيين شاهين علي خلفان البطي الكعبي سفيراً فوق العادة ومفوضاً لدى الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وأشارت الوكالة إلى أن هذا التعيين يعكس حرص قطر على تعزيز علاقاتها الدبلوماسية مع موريتانيا وتوسيع أطر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، مع التأكيد على التزام الدوحة بتطوير الروابط الثنائية على أعلى المستويات.
كما يمثل هذا التطور فرصة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي واستعادة الثقة المتبادلة بين البلدين، ومن المتوقع أن يسهم تعيين السفير الجديد في فتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي بين قطر وموريتانيا، وهو ما يعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة.
واتخذت قطر هذه الخطوة بعد عدة أشهر من إجراء مماثل قامت به موريتانيا، ففي ديسمبر الماضي، قام الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني بتعيين مستشاره، محمد الأمين ولد سلمان، سفيراً لموريتانيا في قطر، فيما تعكس هذه التحركات الدبلوماسية تعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع التعاون في مختلف المجالات.
وفي السياق ذاته، قام الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني، في مارس 2023، بزيارة إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الخامس المعني بأقل البلدان نمواً.
وخلال زيارته، عقد اجتماعاً مع رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة القطرية، الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني، حيث وجه دعوة لرجال الأعمال القطريين للاستثمار في موريتانيا.
وأكد الرئيس الغزواني أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيراً إلى الفرص الاستثمارية الواعدة التي تقدمها موريتانيا في مختلف القطاعات، وهو ما يسهم في تعزيز العلاقات الثنائية ودعم التنمية الاقتصادية المشتركة.
منحى جديد
وأعلن الرئيس الموريتاني، في مارس الماضي، أن بلاده وقطر ستواصلان استكشاف الفرص المتاحة لتعزيز التعاون في مجالات الغاز والطاقات المتجددة، مؤكداً أن كلا البلدين يسعيان إلى تعميق شراكتهما في هذه القطاعات الحيوية.
كما شدد الغزواني على أهمية التعاون في تحقيق الاستفادة القصوى من الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة. وتطوير مشاريع مشتركة تهدف إلى تعزيز الاستثمارات وتحقيق النمو الاقتصادي لكلا البلدين.
ومن ناحية أخرى كان لقطر دور كبير في دعم قطاع التعليم في موريتانيا من خلال تقديم منح دراسية للطلاب الموريتانيين في الجامعات القطرية. كما دعمت الدوحة العديد من المشاريع الثقافية والتعليمية في موريتانيا.
وعلى الصعيد السياسي والأمني يسعى البلدان إلى تعزيز التعاون لمواجهة التحديات المشتركة، مثل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، ويمكن لتعيين السفير الجديد أن يسهم في تحسين التنسيق السياسي والدبلوماسي بين الدوحة ونواكشوط، مما يعزز الاستقرار في المنطقة.
كما أن تحسين العلاقات بين قطر وموريتانيا يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على العلاقات الإقليمية في منطقة شمال وغرب أفريقيا، ويمكن أن يسهم هذا التطور في تعزيز الاستقرار والتعاون الإقليمي، مما يعزز من قدرة الدول الأفريقية على مواجهة التحديات المشتركة وتحقيق التنمية المستدامة.
نقلا عن الخليج أونلاين














