لماذا تقوم الصين ببناء سكة حديدية في قلب الصحراء الجزائرية؟- ترجمة موقع الفكر

بدأت شركة صينية في بناء 575 كلم،  من السكك الحديدية في قلب الصحراء الجزائرية.، ويعد هذا المشروع حيويا لاقتصاد بكين المحتاج للحديد الخام، كما  أنه حيوي بالنسبة لاقتصاد الجزائر الذي يعتمد على المحروقات.

في الأقصى الغربي من الجزائر، في تندوف الصحراوية، يقع منجم  "غار جبيلات"  وهو مجمع لاستخراج خام الحديد الذي انطلق تشغيله في العام 2022م.

في هذه المنطقة الصحراوية، حيث يمكن أن تتجاوز درجة الحرارة 50 درجة مئوية، في أيام الصيف، وتنخفض إلى أقل من 0 درجة مئوية في الشتاء.

 يعمل الصينيون بجد على مشروع ضخم وهو بناء خط سكة حديد بطول 575 كيلومترا لنقل المادة الخام المستخرجة من غار جبيلات إلى مدينة بشار، على الحدود مع المغرب.

مشروع صداقة بين الصين والجزائر

يهدف هذا المشروع إلى ربط هذا المكان المعزول ببقية شبكة السكك الحديدية الوطنية الجزائرية، حيث بدأ عمال الشركة الصينية العامة للإنشاءات السكة الحديدية (CRCC) في شق الطريق الصخري والغبار لإعداد وضع السكك الحديدية، و سوف يعمل القطار على 40 محطة بين غار جبيلات وبشار.

اتفاقيات تعاون بمليارات الدولارات

يعد المشروع جزءًا من 19 اتفاقية تعاون موقعة بين بكين والجزائر في شهر  يوليو الماضي، بغلاف مالي قدره  36 مليار دولار. 

وقد تحسنت  العلاقة بين الدولتين خلال السنوات الأخيرة، وارتفعتعلاقاتهما إلى مستوى شراكة استراتيجية شاملة في عام 2014، وهو أعلى تصنيف في إطار العلاقات الثنائية مع الصين.

أحد أكبر المناجم في العالم

 يُعد غار جبيلات واحدًا من أكبر مناجم الحديد في العالم  إذ تقدر احتياطاته ب 3.5 مليار طن من خام الحديد القابل للاستخراج.

 و كانت النقاشات حول استغلاله قد انطلقت في السبعينيات، ساعتها كان من المتوقع أن يتم تطوير المنجم بواسطة الجزائر بالتعاون مع المغرب، تحت إدارة الرئيس الجزائري الأسبق هواري بومدين، لكن الاتفاقية ألغيت بسبب خلافات  البلدين حول  الصحراء الغربية.

في العام  2017م، كلفت الدولة الجزائرية الشركة الوطنية الجزائرية للحديد والصلب (فيرال) والشركة الصينية الحكومية "سينوستيل" بدراسة جدوى مشروع تطوير المنجم.

يرى  يحيى زبير، باحث رئيسي في مجلس الشرق الأوسط للشؤون العالمية في الدوحة، أثناء مقابلة مع صحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست""لا شك أن هذا المشروع مهم للجزائر، ولكنه مهم أيضًا للصين".  

تقليل الاعتماد على المحروقات

وكانت الحرب في أوكرانيا وزيادة أسعار الطاقة الأحفورية فرصة لزيادة احتياطيات الجزائر، الدولة المصدرة للنفط والغاز، إذتجاوزت احتياطياتها من العملات الأجنبية في ديسمبر 2023 حاجز 65 مليار دولار،  كما تسعى الجزائر الى التركيز على خام الحديد لتقليل اعتمادها على النفط والغاز في عائدات التصدير. 

خلق فرص عمل جديدة

قال النائب الجزائري محمد مشكك، عضو لجنة النقل إن الخط الحديدي سيساهم في فك العزلة عن المناطق النائية في الصحراء الجزائرية، ويخلق آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة للشباب في الجزائر.

الاعتماد الصيني على خام الحديد

قالت لينا بن عبد الله، أستاذة مساعدة في قسم السياسة والشؤون الدولية بجامعة ويك فورست:  "بالنسبة للصين، يعد هذا المشروع فرصة لتنوع

 إمداداتها من المواد الخام وتقليل اعتمادها على أستراليا والبرازيل، إذ يجب عليها زيادة خيارات التوريد لتجنب الاعتماد على عدد محدود من الموردين

 و التحوط من تقلبات الأسعار وما تتركه من أثر سلبي.

وللتذكير فإن الصين هي أكبر مصدر للواردات التجارية للجزائر، بنسبة 17بالمائة في عام 2022، متقدمة بفارق كبير عن فرنسا التي تراجعت حصتها  من السوق الجزائرية إلى 10 بالمائة.

أصل الخبر 

https://www.geo.fr/geopolitique/mais-pourquoi-la-chine-construit-elle-un...