بعد انتخاب الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا بفضل أصوات المعارضة، يثار السؤال حول استقرار الائتلاف الحكومي. تحالف كل من حزب التحالف الديمقراطي الليبرالي وحزب إنكاثا للحرية الزولو المحافظ مع المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، الحزب الحاكم. لكن، هل يمكن لهذه الأحزاب التي كانت متعارضة لسنوات أن تتعايش معا؟
ويرى ناخب من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (ANC)، نثوثوليزو مهلَكازا، أن الائتلاف يمكن أن يكون إيجابياً، رغم عدم محبته للتحالف الديمقراطي. يقول مهلَكازا: "للتحالف الديمقراطي برنامج وللمؤتمر الوطني الإفريقي برنامج آخر، والآن يجب عليهم إيجاد أرضية مشتركة. يجب على الجميع التحلي بالتواضع لدفع البلاد نحو التقدم .
وتتوقع عالمة السياسة أسندا نغواشينغ أن العلاقة بين الأحزاب ستُختبر بسرعة، خاصة عند التصويت على الميزانية.اذ تقول "المؤتمر الوطني الإفريقي يرى أن العرق مسألة يجب معالجتها لمعالجة إرث التمييز العنصري، بينما يرى التحالف الديمقراطي أن العرق ليس القضية، بل الفئة الاجتماعية والمشاكل الاقتصادية. هذا هو المكان الذي يمكن أن يحدث فيه الصراع".
وتعبر بعض الأحزاب عن شكوكها حول قدرة الائتلاف على النجاح. ويفضل سونغيزو زيبي من حزب رايز مزانسي مراقبة الائتلاف بحذر وبشيء من التشاؤم، وقال "الائتلافات دائماً صعبة، وهذا الائتلاف خصوصاً. لا أعتقد أن رامافوزا لديه حلفاء كافون لدعم هذا الترتيب"
وحتى الآن، لم يكن على الرئيس رامافوزا تقديم تنازلات كبيرة. لكن تشكيل حكومته سيكون المؤشر الحقيقي على توازن القوى الجديد.
وفي الوقت نفسه، قاطع 58 نائباً من حزب MK التابع لجاكوب زوما مراسم أداء اليمين، مما يمنعهم من المشاركة في أعمال البرلمان. ورغم أن حزب زوما أصبح القوة السياسية الثالثة في البلاد بعد حصوله على 14بالمائة من الأصوات في انتخابات 29 مايو، إلا أن الحزب لم يعترف بنتائج الانتخابات، مدعيا وجود تزوير دون تقديم دليل.
واعتقد زوما أنه سيتمكن من حكم إقليم كوازولو ناتال، حيث حصل على معظم الأصوات. لكن ائتلافاً بين المؤتمر الوطني الإفريقي وأحزاب أخرى حرمه من هذا الإقليم المهم. وحذر يوليوس ماليما، رئيس حزب المقاتلون من أجل الحرية الاقتصادية (EFF) وداعم زوما وقال "أي اتفاق يستثني حزب MK هو استفزازا لسكان كوازولو ناتال، ولا يمكن لومهم إذا ردوا.
وتعيد هذه التهديدات للأذهان أحداث الشغب التي شهدها الإقليم في يوليو 2021 بعد اعتقال زوما. ويحذر زوما قائلاً: "لا تبحثوا عن المتاعب". ورغم تهديداته، لم تتحول كلماته إلى أفعال حتى الآن.