تحتفل المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) بمرور 49 عامًا على تأسيسه في 28 مايو الماضي. ومن المحتمل أنه في العام المقبل، عندما تحتفل المنظمة بمرور نصف قرن على بدء عملية التكامل، تكون قد فقدت ثلاثة من بين أعضائها ال15. وستكون ذكرى حزينة.
أعلنت حكومات باماكو وأوغادوغو ونيامي، جميعها بقيادة عسكرية، في 28 يناير 2024، عن خروجها من الاتحاد، مما فتح أزمة غير مسبوقة في عملية التكامل الإقليمي.
وتم إطلاق نداء لتحذير الناس من التداعيات الخطيرة للتفكك المؤسساتي والسياسي في غرب إفريقيا إذا لم تتراجع كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر عن قرارهم بمغادرة الاتحاد.
وتمثل الذكرى السنوية الـ49 للمجموعة فرصة لتسليط الضوء على حالة عدم اليقين الشديدة سياسيا وأمنيا حتى على المدى القصير في عدة دول بالمنطقة، وعلى التداعيات المحتملة لتوقف مفاجئ لعملية التكامل الإقليمي.
و بعد مرور 12 عامًا على بداية الأزمة المالية في عام 2012، تظل الأوضاع الأمنية والسياسية والاجتماعية في نصف دول غرب إفريقيا مقلقة، كما تزيد التوترات الحادة بين الدول المجاورة من مخاطر تفاقم الأزمات الداخلية.
ونشرنا هذا الأسبوع مقالا للكاتب جست كوجو، وهو أستاذ الأمن الدولي في الولايات المتحدة وضابط سابق في بنين، يحذر من خطر تصاعد العداوة بين بنين والنيجر. وأشار كوجو إلى أن التكلفة السياسية لإعلان خروج المجموعة بالنسبة لقادة الحكومات العسكرية الثلاثة كانت محدودة بسبب الصورة السلبية للمجموعة للمجموعة جزء كبير من سكان غرب إفريقيا. وجاء ذلك نتيجة تراكم القرارات السيئة التي اتخذتها السلطة السياسية للاتحاد، وكان أبرزها العقوبات الاقتصادية ضد مالي والنيجر، التي أصابت بشكل مباشر شعوب الدول الأكثر فقرا في القارة، وإعلان التدخل العسكري في النيجر.
استغل القادة العسكريون هذه القرارات ليظهروا كضحايا ويجذبوا دعم شعوبهم باسم الدفاع عن الوطن المعتدى عليه. و أتاح ذلك لهم، وخاصة في النيجر، تبديد الانتباه عن الانقلاب، والتبريرات المتناقضة التي قدموها، والآثار طويلة الأمد على بلادهم.
ويشعر العديد من مواطني غرب إفريقيا بأن الاتحاد هو مؤتمر رؤساء الدول والحكومات لاصدار قراراتهم بشأن الأزمات السياسية والأمنية. هذا التصور يسمح لعشرات المؤثرين بنشر معلومات مضللة ومعالجة قضايا ذات أهمية حيوية للمنطقة باستخفاف.
النقد الموجه للمجموعة ضروري لدفع المنظمة للقيام بعمل أفضل في جميع المجالات، لكن أي منظمة إقليمية لا يمكنها تعويض نقص القيادة السياسية الرشيدة والقدرات على مستوى الدول الأعضاء.
أولئك الذين يدعون إلى تخلي المجموعة عن أجندتها السياسية أو يحتفلون بضعفها، يخلقون الظروف لعودة النزاعات الوطنية العنيفة والأنظمة الاستبدادية في جميع أنحاء المنطقة.. ليست هذه هي غرب إفريقيا التي نريدها اليوم للشباب، وللأطفال.
أصل الخبر
https://www.rfi.fr/fr/podcasts/%C3%A7a-fait-d%C3%A9bat-avec-wathi/202406...