موريتانيا تعيد انتخاب الرئيس غزواني وتختار الاستمرارية- ترجمة موقع الفكر

 أعيد انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لولاية ثانية في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، حيث حصل على 56.12 بالمائة من الأصوات، وذلك حسب ما أعلنت عنه اللجنة الانتخابية يوم الاثنين.

وظهر الغزواني مرتديا الزي التقليدي، بوجه حازم وعزم واضح أمام مؤيديه في اجتماع انتخابي في مدينة أطار في 21 يونيو 2024. ووصفته ملصقاته الانتخابية بأنه "الخيار الآمن" في بلد لم يشهد هجوما على أراضيه منذ عام 2011، على الرغم من انتشار الإرهاب في مناطق أخرى من الساحل. ويعتبر الغزواني العقل المدبر وراء هذا النجاح الأمني، حيث شغل سابقا منصب رئيس الأركان ومدير الأمن الوطني، ومنذ عام 2019 كرئيس للجمهورية.

وخلال ولايته الأولى، التي تخللتها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، أولى الغزواني أهمية كبيرة للقضايا الاجتماعية. وحسب المتحدث باسمه، فقد استفاد 1.5 مليون موريتاني فقير من المساعدات، وتم بناء وتوزيع آلاف المنازل الاجتماعية، وتأمين أكثر من 100 ألف شخص بالتأمين الصحي.  وأكد الغزواني ضرورة إعطاء الأولوية للفئات الأكثر ضعفا.

وفي حال إعادة انتخابه وعد الغزواني بتحسين أوضاع الشباب وخلق ظروف للنهوض الاقتصادي والحفاظ على الاستقرار الأمني. كما أعلن خلال حملته الانتخابية عن نيته حل قضية تعويض ضحايا العنف بين المجتمعات المحلية في الفترة 1989-1991، وهي خطوة لاقت ترحيبا من ناخبيه من السود الذين يتهمون المور بمعظم مراكز القوة.

وينتمي الغزواني لعائلة دينية صوفية قوية من قبيلة إدعبيسات المعروفة بثروتها وتأثيرها. ووصفه المتحدث باسمه عبد الله كبد بأنه يتمتع بقدرة استماع قوية ومزيج من الصبر والمثابرة. رغم ذلك، يعتبره منتقدوه بطيئا في تنفيذ الإصلاحات.
 وحقق الغزواني - برئاسته للاتحاد الافريقي- علاقات جيدة مع فرنسا والاتحاد الأوروبي، ولكنه حرص على كسب ود العسكريين الذين تولوا السلطة في مالي و بوركينا فاسو والنيجر والذين تحولوا بعيدا عن فرنسا باتجاه روسيا. كما أكد الغزواني ضرورة الحوار مع هذه المجالس العسكرية، لكنه أعرب عن رفضه للحوار مع الإرهابيين.

وشغل الغزواني منصب مدير عام الأمن الوطني، وهو منصب استراتيجي ساعده في تطوير شبكاته الأمنية قبل أن يصبح رئيسا للأركان قبيل الانقلاب العسكري في 2008 الذي جاء بسلفه محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة. و استمر في هذه الوظيفة حتى مغادرته الجيش في أكتوبر 2018، ثم عين وزيرا للدفاع من نوفمبر 2018 إلى مارس 2019.

ورشحه عبد العزيز، الذي كان صديقا مقربا له، ليكون خليفته، وفاز الغزواني بالانتخابات الرئاسية في 2019 من الجولة الأولى بنسبة 52 بالمائة من الأصوات، محققا أول انتقال سلمي بين رئيسين منتخبين منذ استقلال موريتانيا عن فرنسا. وفي عام 2020، سقط عبد العزيز في الفساد وحكم عليه بالسجن بتهمة الإثراء غير المشروع، واتهم خليفته وصديقه السابق بالخيانة. ودافع الغزواني عن نفسه ونفى أي تدخل في الشؤون القضائية.

أصل الخبر

https://www.lopinion.fr/international/en-reelisant-le-president-ghazouan...