توفي المحامي والسياسي الفرنسي رولان دوما يوم الأربعاء 3 يوليو عن عمر يناهز 101 سنة. كان دوما وزير الخارجية السابق للرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، وكان يعتبر من المقربين منه. كما شغل منصب رئيس المجلس الدستوري في فرنسا. طوال حياته الحافلة بالأحداث، أقام دوما علاقات قوية مع إفريقيا، حتى سقوطه في فضيحة قضية "إلف"، وهي إحدى أبرز فضائح "فرانسافريك".
بدأ دوما مسيرته كمحام ذو توجهات مناهضة للاستعمار، حيث دافع في الستينيات عن الفرنسيين الذين كانوا يمولون جبهة التحرير الوطني الجزائرية، ومن بينهم زعيم شبكة "حاملي الحقائب" الداعمة للجبهة. كما شارك في الدفاع عن المدعين المدنيين في قضية اختطاف المعارض المغربي المهدي بن بركة في باريس، وهي قضية أثرت بشكل كبير على العلاقات الدبلوماسية.
في بداية الثمانينيات، دافع دوما عن صحيفة "لو كانار أونشينيه" في قضية "ألماس بوكاسا" ضد الرئيس الفرنسي آنذاك فاليري جيسكار ديستان. بعد صعود صديقه المقرب فرانسوا ميتران إلى السلطة، فتح له المجال للدخول في السياسة. في عام 1983، أرسله ميتران إلى معمر القذافي لمحاولة التفاوض على انسحاب القوات الليبية من تشاد في النزاع الذي استمر بين البلدين من عام 1978 إلى 1987. وعلى الرغم من فشل المهمة، إلا أنه اكتسب عميلا مستقبليا في النظام الليبي.
المسيرة المثيرة للجدل
عين دوما وزيرخارجية سنة 1988 وشغل هذا المنصب الى غاية 1993. خلال هذه الفترة، كان له دور بارز في دعم العلاقات مع إفريقيا، وأكد في خطاب لابول الشهير لفرانسوا ميتران أن "الرياح التي هبت في الشرق يجب أن تهب يوما ما نحو الجنوب... لا يوجد تنمية دون ديمقراطية ولا ديمقراطية دون تنمية".
أقام دوما علاقات صداقة مع الرئيس الغابوني عمر بونغو، أحد أركان "فرانسافريك" لكن مسيرته شابتها الكثير من الجدل بعد تعيينه رئيسا للمجلس الدستوري سنة 1995، إذ تورط في فضيحة قضية "إلف" الكبيرة للفساد التي انفجرت سنة 1994، مما اضطره إلى الاستقالة في عام 2000.
في عام 2010، ورغم تقدمه في السن، سافر دوما إلى أبيدجان أثناء الأزمة الانتخابية للدفاع عن لوران غباغبو، قبل أن يتم فصله بعد ستة أشهر. كان دوما أيضا صديقا لمعمر القذافي ومحاورا جيدا من قبل ياسر عرفات.
أصل الخبر
https://www.rfi.fr/fr/france/20240703-l-ex-ministre-fran%C3%A7ais-roland...