الأحواض والسدود: الأثر المفيد للأمطار الأخيرة بالمغرب

 

بعد سنوات من مراقبة السماء أملا في هطول أمطار غزيرة، انفتحت السماء أخيرا على المملكة المغربية، وهطلت أمطار كانت متوقعة ودعونا نواجه الأمر، كادت أن تكون نعمة إلهية.

إنها دفعة كبيرة، بل ومنقذة، تقدمها الطبيعة لبلد تواجه فيه منسوب المياه والسدود تدهورًا حادًا. سجلت الأحواض المائية الرئيسية الثلاثة في المملكة زيادة طال انتظارها في معدل ملء السدود، وهي علامة على أنه حتى في ظل مناخ متقلب بشكل متزايد، فإن المعركة ضد الجفاف لا تضيع مقدما.

فترة راحة بعد ست سنوات من خيبة الأمل المناخية

إن هذه الأمطار التي طال انتظارها ليست مجرد زخات عابرة، بل إنها تمثل لحظة محورية بعد ست سنوات من الجفاف المتواصل. ست سنوات قام فيها المزارعون بمسح الأفق، حيث لم يكن لدى المسؤولين عن الموارد المائية سوى توقعات قاتمة للمشاركة. يبدو أن شهر سبتمبر/أيلول الحالي يمثل نهاية لهذه الحلقة الطويلة من الحرمان، حيث تم تسجيل هطول أمطار في عدة مناطق، مما أدى إلى تغيير المناظر الطبيعية القاحلة مؤقتًا واستعادة لون الممرات المائية الجافة في كثير من الأحيان.

وقد أدت الأمطار الغزيرة الأخيرة إلى زيادة معدل الملء الإجمالي لسدود المملكة إلى أكثر من 29%، وهو رقم بعيد كل البعد عن تلبية الاحتياجات بالتأكيد، ولكنه يمثل تقدما كبيرا، بزيادة ثلاث نقاط عن العام السابق. وإذا كنا لا نريد أن ننزلق إلى النشوة المبكرة، فيتعين علينا أن ندرك أن هذه البداية موضع ترحيب كبير، فهي توفر الراحة للمزارعين والمجتمعات الريفية الذين ظلوا يائسين لفترة طويلة.

الأحواض في الرصاص : علامات الانتعاش

وفي التفاصيل، تبرز ثلاثة أحواض هيدروليكية لعودتها إلى مستويات الملء المرضية: أحواض سبو وأم الربيع وتانسيفت. وقد شهدت هذه الأحواض، وهي من بين أكثر الأحواض استراتيجية للري وإمدادات مياه الشرب، زيادة كبيرة في احتياطياتها. وبطبيعة الحال، لن تكون هذه الزيادات كافية لمحو كل شيء دفعة واحدة، لكنها تسمح لنا بإعادة إطلاق المناقشات حول مستقبل القطاع الزراعي، الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بتوافر المياه.

وتأتي هذه الزخات في الوقت المناسب لتحسين التوقعات للموسم الزراعي الذي يبدو أفضل من المتوقع في عدة مناطق. إن زمن التقييمات السلبية والتوقعات القاتمة يمكن أن يفسح المجال أخيراً للتفاؤل الحذر ولكن الحقيقي. ومع ذلك، يتعين علينا أن نظل واضحين: فهذه الأمطار ليست كافية لعكس اتجاه تغير المناخ وندرة المياه. لكنهم يذكرون الجميع بأن المناخ يظل عنصرا فاعلا لا يمكن التنبؤ به، وقادرا على إعادة التوازن مؤقتا عندما لا نتوقع ذلك.

ترجمة موقع الفكر 

أصل الخبر 

https://fr.hespress.com/387774-bassins-et-barrages-leffet-salutaire-des-...