FedEx تخطط لنقل جزء من أنشطتها إلى المغرب

 

لعدة سنوات، برز المغرب كمركز جذاب بشكل متزايد لانتقال الشركات الأوروبية والآسيوية. ويتجلى هذا الاتجاه المتنامي في إعلان شركة فيديكس الأمريكية المتعددة الجنسيات عن نقل جزء من عملياتها إلى التراب المغربي. مبادرة توضح صعود المملكة في سباق تحسين تكاليف التشغيل من قبل الشركات العالمية.

يعد قرار FedEx جزءًا من إعادة هيكلة أوسع لعملياتها الأوروبية. وفي يونيو الماضي، أعلنت الشركة الأم عن تخفيض كبير في قوتها العاملة في القارة القديمة، بهدف تسريح ما بين 1700 و2000 شخص. وفي إسبانيا، أدت خطة إعادة التنظيم هذه إلى إلغاء 96 وظيفة في قطاعات مختلفة مثل خدمة العملاء والمبيعات والتكنولوجيات الجديدة. وتتأثر مدن مدريد وبرشلونة وبلباو وفيتوريا وسرقسطة وإشبيلية وفالنسيا ومالقة وقادس بإعادة التركيز الاستراتيجي هذه.

وتمثل مبادرة فيديكس لالاستعانة بمصادر خارجية لعملياتها في المناطق ذات العمالة الرخيصة والأنظمة الأكثر مرونة، مثل المغرب، خطوة جديدة في تكيف الشركات مع التحديات الاقتصادية العالمية. وهذا البلد، بسبب قربه الجغرافي من أوروبا وسياساته التحفيزية، يؤكد نفسه كمكان متميز للمصنعين الذين يسعون إلى زيادة القدرة التنافسية.

لا يدين المغرب بسمعته الدولية الجديدة لموقعه الجغرافي الاستراتيجي فقط. وتتمتع باستقرار سياسي واقتصادي، تعززه الإصلاحات الرامية إلى تحديث بنيتها التحتية وتحسين مناخ الأعمال. وتم إنشاء مناطق اقتصادية خاصة تقدم حوافز ضريبية جذابة، في حين تم القيام باستثمارات ضخمة لتحديث الموانئ والطرق والاتصالات.

وقد بدأت هذه الجهود تؤتي ثمارها، كما يتضح من التدفق المتزايد للشركات الأجنبية. ويجتذب القطاع الصناعي المغربي، الذي يلعب دورا رئيسيا في هذه الديناميكية، مجموعات واسعة النطاق في مختلف المجالات مثل السيارات والطيران، والآن الخدمات اللوجستية مع فيديكس. وأمثلة النجاح كثيرة: فقد أنشأ العديد من مصنعي السيارات الأوروبيين بالفعل مصانع إنتاج في البلاد، مما ساعد على جعل المغرب المصدر الأفريقي الرائد للسيارات.

إن هذا الاتجاه نحو الانتقال نحو المغرب له آثار عميقة على كل من اقتصادات المنشأ واقتصاد البلد المضيف. فمن ناحية، تنظر الاقتصادات الأوروبية غالباً إلى عمليات نقل الأنشطة هذه باعتبارها خسارة للوظائف المحلية، الأمر الذي يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية والسياسية، وخاصة في القطاعات كثيفة العمالة. ففي إسبانيا، على سبيل المثال، أعربت النقابات عن مخاوفها بشأن فقدان الوظائف بسبب قرارات فيديكس، والتي أضيفت إلى قائمة طويلة بالفعل من إغلاق المصانع.

ومن ناحية أخرى، يشكل هذا التدفق للاستثمارات الأجنبية، بالنسبة للمغرب، فرصة كبيرة للتنمية الصناعية والتكنولوجية. يمكن لمساهمة فيديكس وغيرها من الشركات متعددة الجنسيات أن تساعد في بناء قوة عاملة ماهرة، وتحفيز الاستثمارات في التعليم والتدريب على المهارات، وفي نهاية المطاف خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة. بالإضافة إلى ذلك، يعزز هذا الاتجاه دور المغرب كمركز لوجستي إقليمي ويمكن أن يمهد الطريق لمزيد من التعاون الدولي في السنوات المقبلة.

المصدر

https://maroc-diplomatique.net/fedex-prevoit-de-delocaliser-une-partie-d...