الألم فطرة بشرية، والأمل كذلك .. والحزن شعور فطري، والفرح كذلك.
كيف تستطيع أن توازن بين ألمك وأملك، وبين حزنك وفرحك، هذا ما يُسمَّى الاتزان الانفعالي؛ فإنَّ رُجْحانَ الألم والحزن يدفع إلى الإحباط واليأس والفشل؛ لذلك نجَّى الله- تعالى- صحابة النبي- صلى الله عليه وسلم- عقب غزوة أحد، وأنقذهم من حالة الوهن والحزن التي أصابتهم، فنزل قوله- تعالى-:" ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين".
لا تفقدوا توازنكم، ولا تنسوا تميُّزَكم، واستعلاءَكم بالإيمان، فَلَسْتُمْ وهم سواءً، واللهُ ربُّنا أعلى وأجل، وهو مولانا ولا مولى لهم.
إنْ رَبِحَ أعداؤكم جولة، فهذا رِبُحٌ دنيوي عارض، ليزدادوا إثمًا، ولا نَصيبَ لهم في الآخرة. أما المؤمنون فيصحَبُهُم إيمانهم في كل حال، وهذا أعظم فوز، وأكبر غنيمة.
من علامات الإيمان أن يستعيد المؤمن لِياقَتَهُ الإيمانية، وصلابتَهُ النفسية سريعًا؛ لأن القضية ليست قضية موت فلان أو عِلٍَان، وإنما قضية دين ينبغي ألَّا ينقص أو يزول، وقضية رايةٍ لا يجوز أن تسقط أو تُنكَّس، وهذه أمانةٌ في عنق الأحياء من المؤمنين الصابرين.