
بعد عقود من المحاولات الفاشلة، يستعد المغرب، الذي شارك في استضافة نسخة 2030 مع إسبانيا والبرتغال، لتحقيق حلمه في تنظيم كأس العالم. وستسمح هذه الفرصة الفريدة للمملكة بتحفيز اقتصادها وزيادة جاذبيتها السياحية وتعزيز نفوذها من خلال الرياضة.
وكانت الرباط أول دولة إفريقية تتقدم بطلب لاستضافة كأس العالم 1994، وشهدت إخفاقات متراكمة، لا سيما في عام 2010 ضد جنوب أفريقيا. ولكن في يوم الأربعاء 11 ديسمبر، من المقرر أن يوافق الاتحاد الدولي (الفيفا) رسميًا على هذا الترشيح المشترك، مما يمثل نقطة تحول تاريخية للبلاد.
بالنسبة لفوزي لقجع، رئيس لجنة كأس العالم 2030، فإن هذا المشروع يمثل "فرصة فريدة لتسريع الديناميكيات الاقتصادية وخلق فرص العمل وتحسين الجاذبية السياحية". وفي هذا الأفق، يخطط المغرب لتحديث بنيته التحتية: تجديد الملاعب وتحسين الطرق والمطارات وتطوير المرافق الفندقية.
ويهدف المغرب أيضا إلى تحقيق أهداف كبيرة على المستوى الرياضي من خلال بناء ملعب حديث للغاية بسعة 115 ألف مقعد في بن سليمان بالقرب من الدار البيضاء بتكلفة تقدر بـ 480 مليون أورو. وتأمل المملكة في استضافة المباراة النهائية للبطولة، دون أن تترك هذا الامتياز لشركائها الأوروبيين فقط.
ومع ذلك، فإن القضية تتجاوز البنية التحتية. وأكد منصف اليازغي، المتخصص في السياسات الرياضية، أن هذا الحدث سيكون بمثابة رافعة لتحسين صورة المغرب وربطها بالقيم الإيجابية للرياضة، في وقت تعزز فيه البلاد نفوذها في إفريقيا. ومنذ عودتها إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، ضاعفت الرباط مبادراتها، أبرزها توقيع 44 اتفاقية مع الاتحادات الإفريقية.
يسعى المغرب، المنظم لكأس الأمم الإفريقية 2025 وغيرها من المسابقات الكبرى، إلى تعزيز دوره كزعيم إقليمي، مع الاعتماد على منتخبه الوطني. بعد القصة الملحمية لأسود الأطلس، الذين وصلوا تاريخياً إلى الدور نصف النهائي في عام 2022، يستثمر الاتحاد المغربي في مراكز التدريب لتطوير مواهب جديدة.
ويأتي التنظيم المشترك لكأس العالم في سياق دبلوماسي مزدهر. وقد ساهم التقارب بين الرباط ومدريد، مع اعتراف إسبانيا بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية، في تعزيز هذا التعاون. ويرى تاج الدين الحسيني، الخبير في العلاقات الدولية، أن هذا الاتفاق فتح المجال للتفكير المشترك حول الحدث.
وبعيداً عن الاقتصاد والسياسة، فإن بطولة كأس العالم هذه تمثل انتقاماً للمغرب، الذي يستفيد من نجاح مبادراته الرياضية والدبلوماسية لتأكيد مكانته على المسرح العالمي.
وفي سنة 2030، تأمل المملكة ليس فقط في التألق من خلال بنيتها التحتية وتنظيمها، ولكن أيضا في إلهام الأجيال القادمة من اللاعبين المغاربة والأفارقة للتحليق بألوان القارة في سماء كأس العالم.
ترجمة موقع الفكر
أصل الخبر
https://lecourrier.vn/mondial-2030-son-reve-enfin-devenu-realite-le-maro...














