السنغال: جدل وتباين في الأراء حول ذكرى الرماة: بين التكريم وإعادة التقييم 

إحياء ذكرى الرماة السنغاليين في الجيش الفرنسي يثير جدلاً ساخنًا في السنغال. وبينما يحيي البعض شجاعتهم وتضحياتهم، يشكك آخرون، مثل الشيخ عمر دياني، في دورهم التاريخي، ويذهبون إلى حد وصفهم بـ "الخونة". يسلط هذا الجدل الضوء على مدى تعقيد الذاكرة الاستعمارية والصعوبات في التوفيق بين التفسيرات المختلفة للماضي.

وكانت مذبحة ثياروي في عام 1944، حيث قتلت القوات الفرنسية الآلاف من الرماة السنغاليين، مخفية منذ فترة طويلة. واليوم، وبفضل مبادرات مثل تغيير أسماء الشوارع وإدراج هذا الحدث في المناهج المدرسية، يتم التعرف تدريجياً على ذكرى هؤلاء الجنود.

ومع ذلك، فإن مسألة ما إذا كان الرماة أبطالًا أم خونة ينقسم المجتمع السنغالي بشدة حيث أثار الشيخ عمر دياني، بتأكيده أن الرماة قاتلوا ضد مواطنيهم، جدلاً حادًا. وقد تعرضت وجهة نظره لانتقادات واسعة النطاق، لا سيما من قبل المؤرخ مامادو فال الذي دافع عن فكرة أن الرماة كانوا أيضًا ضحايا للاستعمار.

ويسلط هذا النقاش الضوء على صعوبة بناء ذاكرة جماعية مشتركة عندما يتعلق الأمر بالأحداث المؤلمة والمعقدة. الذاكرة ذاتية وغالباً ما تتأثر بالعوامل السياسية والأيديولوجية والهوية.

من المهم أن ندرك أن الرماة كانوا رجالًا يواجهون معضلة أخلاقية: خدمة وطنهم أثناء القتال من أجل قوة استعمارية. لا يمكن اختزال أفعالهم في مجرد مسألة خيانة أو ولاء.

إن ذكرى الرماة السنغاليين هي قضية ذاكرة وطنية. من الضروري مواصلة البحث التاريخي لفهم هذا الجزء من تاريخ السنغال بشكل أفضل. إن المناقشات الجارية اليوم هي خطوة ضرورية في بناء ذاكرة مشتركة ومصالحة.

المصدر:

https://maliactu.net/le-senegal-divise-sur-la-memoire-des-tirailleurs-en...