لا بد من إيجاد منهج مبني على تجارب الأمم السابقة وأن تحدد فيه الأهداف والغايات والوسائل لكي ينجح. فعدم وجود الوسائل الضرورية من التحفيز للمتعلمين وبذل ما يمكن أن يحيى به العاملون في قطاع التعليم حياة كريمة ، إضافة إلى نقص البرامج والكتب كفيل بإفشال التعليم.
وتتجلى مظاهر الفشل في تسرب التلاميذ، وعدم قدرة المدرسة على استيعاب كل الطلاب الموجودين في سن التمدرس، ومن لم يتسرب منهم يعاني تدني نسبة النجاح، وعندما يصل إلى الإعدادية تكون نسبة النجاح قليلة وبالنسبة للثانوية تصير نسبة النجاح نسبة كارثية،
فنسبة النجاح في البكالوريا بموريتانيا نسبة غريبة على مستوى العالم، فبعد ثلاثة عشر سنة من الدراسة، ست سنوات في التعليم الابتدائي وأربعة في الإعدادي وثلاثة في الثانوي، من ينجحون في امتحان البكالوريا لا تتعدى نسبتهم 10 % وهذا أمر غريب وكارثي.
فكثير من الدول تصل نسبة النجاح فيها 85% ومن انخفضت عندهم النسبة إلى 70 يكون النجاح منخفضا. وأظن أن انخفاض نسبة النجاح يعود إلى عدة عوامل منها الخلل في التكوين منذ المرحلة الابتدائية، والنقص الحاصل في الكتب المدرسية التي تمكن من معرفة البرنامج، إضافة إلى عامل تصحيح الامتحانات، إذ يكلف الأستاذ بتصحيح كثير من أوراق الامتحان، ويطلب منه تصحيحها في فترة وجيزة، وبعض الأساتذة لا يتحمل المسؤولية ،فعلى سبيل المثال يأخذ خمسين إجابة ،وقد تكون الإجابة الواحدة تتكون من عشر صفحات، ومع ذلك خلال نصف ساعة يعطي أصحاب تلك الإجابات نتائج ما بين 0 إلى 5 درجات، وهناك مشكلة ضعف مستويات الطلبة وطريقة طرح أسئلة البكالوريا وهي من أصعب الأسئلة.
فالأسئلة صعبة والأساتذة لا ينقحون الإجابات والطلبة يعانون نقص التكوين ، فهذه أهم أسباب كارثة التعليم ،ثم تبقى بعد ذلك قضية استيعاب الطلاب في التعليم العالي، ومن أسبابها نقص المؤسسات التعليمية فلا توجد إلا جامعة واحدة هي جامعة نواكشوط أو المعهد العالي وجامعة العيون يعتبر كل منهما بمثابة كلية.