الحقيقة أن واقع التعليم في بلادنا في هذه الظرفية مزري تماما، واقع سيئ، لأن النظام التعليمي يقوم على أساس مردوديته الداخلية كنوع المستويات ونوع البضاعة الموجودة عند الطلاب من هذا النظام التعليمي أو المردودية الخارجية كنتائج الامتحانات والمخرجات ومستوى تلك المخرجات وهذه المسائل عندما نقيِم على أساسها نظامنا التربوي (تعليمنا) نجد للأسف أن كل هذه المردوديات بلغت مرحلة متأخرة من الانحطاط وهذا ينعكس في نسب النجاح للأسف سواء في مسابقة دخول السنة الأولى إعدادية أو شهادة ختم الدروس الإعدادية وحتى في نسب النجاح في الباكالوريا وحتى أن هذا الانحطاط ينعكس في التعليم العالي الذي سنتحدث عنه لاحقا.
إذًا هذا من جهة ومن جهة أخرى، إذا نظرنا إلى المستوى الذي يتمتع به تلميذ في السنة السادسة ابتدائية, ومن المفترض أنه قد أكمل البضاعة الأولى المطلوبة من التكوين القاعدي لكي يتجاوز إلى المرحلة الثانية التي هي المرحلة الإعدادية و الثانوية، ندرك للأسف أن بضاعته قليلة جدا ومهاراته في مستوى متدني جدا سواء في التفكير أو اللغة أو التعبير، من هنا ندرك أن التعليم الآن في مرحلة يرثى لها مما يستدعي تنظيم أيام تفكيرية أو ورشة وطنية يساهم فيها الجميع وتكون خالية من الجانب السياسي والتدخلات والإملاءات السياسية وتكون أيامًا الهدف منها فقط هو انتشال هذا النظام التربوي ولو كان ذلك الانتشال يتطلب إجراءات قاسية و جوهرية، بدون هذا فإن التعليم مع الأسف سيستمر في هذا الانحطاط الشديد إلى أن يصل إلى مرحلة الصفر.