المصطفى ولد اكليب: إذا أردنا أن نشخص واقع التعليم في موريتانيا تشخيصا موضوعيا فيمكننا القول إن أغلب الفاعلين فيه والمراقبين له والمشاركين من الميدانيين المؤطرين يكادون يتفقون على أنه يعيش وضعية تحتاج إلى إنقاذ، وإلى إعادة استنطاق ومساءلة.
فإذا نظرنا على مستوى المنظومة التربوية بمناهجها وجدنا أن المنهج السائد فيها هو المنهج التلقيني القديم الذي يعتمد على التلقين ولا يعطي دورا كبيرا لمشاركة التلميذ بحيث يصبح دوره دورا سلبيا، تقدم له معلومات كثيرة دون أن يعي ارتباطها بالواقع الذي يعيشه، وعليه أن يحفظها، ويقاس نجاحه بمدى استعادتها كما هي في الامتحان ويقاس بذلك نجاح الأستاذ.
أما الأنشطة التفاعلية مع المحيط أو مساهمة التلميذ في خلق المعرفة وإنتاجها فهو أمر ما يزال بعيدا.
وعندما ننظر إلى البنية التحتية والوسائل التي من خلالها يتم تقديم العملية التربوية نجد نقصا ملحوظا ونجد أن الموجود منها ليس على أحسن حالا فهناك مدارس تنقصها الفصول الكثيرة وهنالك مدارس تحتاج إلى ترميم وهنالك مناطق تحتاج إلى مدارس، بمعنى أن البنية التحية إما أنها متهالكة أو ناقصة.
وظروف المدرسين ليست على ما يرام فالمعلم أو الأستاذ يذهب إلى الدرس مشغول البال بهم الأسرة وبقلة الراتب، وبالظروف السيئة التي يعيشها بحيث لا يستطيع تقديم عطاء، حتى أن الأهداف التي تسعى العملية التربوية لإنجازها ليست واضحة لدى المدرس، بمعنى أن المدرس لا يعرف ما الذي يسعى إليه من وراء هذا التعليم، فلكل تعليم أهداف محددة ولكل مادة هدف محدد ولكل مرحلة دراسية هدف وكل هذا ينبغي أن يحدد ويوضح، ويكون في ذهن المدرس قبل ممارسة التدريس.
لذلك تجد بعض النصوص تخالف القيم الإسلامية أو تنافي الوحدة الوطنية، فعندما تكون لديك أهداف محددة فإنك تختار المفردات والألفاظ التي تلائم تلك الأهداف وتضع الوسائل التي تمكن من تحقيق أهدافك.