الدكتور أحمد البراء لموقع الفكر: كل اللقاحات الموجودة في موريتانيا مزكاة

قال الدكتور أحمد ولد البراء إن كل اللقاحات الموجودة في موريتانيا مزكاة، وأضاف ولد البراء أن موريتانيا الآن في وضعية مريحة بالنسبة للتشخيص حيث تم تزويد مراكز في الداخل بأجهزة لإجراء فحص PCR كما أنه توجد ثلاثة مراكز استشفائية في العاصمة نواكشوط  يتوفر فيها هذا الفحص.

وفيما يخص الحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل نصح ولد البراء بأخذهما اللقاح عكس ما يشاع لدى بعض الناس.

وأضاف ولد البراء في هذه المقابلة مع موقع الفكر  أن اللقاحات عبارة عن وسيلة من أنجع الوسائل التي يمكن التغلب بها على الجوائح، ومرض الجدري والحصباء أمثلة حية على ذلك.

ودعا الدكتور ولد البراء الجميع إلى المبادرة لأخذ اللقاح دون التفات إلى ما يشاع حوله من أخبار ومعلومات غير دقيقة.

وهذا نص المقابلة.

 

 

 موقع الفكر: يلاحظ نقص كبير في كمياتPCR  فما السبب؟

د. أحمد البراء: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، قبل الدخول في تفاصيل مشكلة التشخيص أود أن أنبه إلى أن التشخيص المقصود به تشخيص مرض كوفيد19، فمشكلة التشخيص طرحت بإلحاح في كل العالم خاصة في بداية الجائحة 2020م. ولكن مع تقدم الزمن أغلب الدول  اتخذت الإجراءات الكفيلة بتوفير  هذا النوع من التشخيص المتخصص، فالمشكلة ليست في توفر التشخيص وإنما طريقة استخدام التشخيص؛ لأن هنالك منظومة تشخيصية تعتمد على فحوص أخرى ثم اللجوء إلى فحص PCR  وهذا يطرح مشكلة؛ لأن أغلب الناس لا يقتنعون إلا بإجراء فحص PCR الذي هو فحص تأكيدي، أضف إلى ذلك  أننا الآن في وضعية مريحة بالنسبة للتشخيص حيث تم تزويد مراكز في الداخل بأجهزة لإجراء فحص PCR كما أنه توجد ثلاثة مراكز استشفائية في العاصمة نواكشوط  يتوفر فيها هذا الفحص، ولقد توفر التشخيص  مقارنة ببداية الجائحة.

 

موقع الفكر: هل يمكن الاعتماد على الفحوص السريعة في التأكد من حالتي الإصابة والشفاء؟

د. أحمد البراء: بالنسبة للاختبارات السريعة قسمان قسم يبحث عن الأجسام المضادة وقسم يبحث عن بروتينات الفيروس، وهذه الاختبارات يمكن الاعتماد عليها في التشخيص في تحديد الإصابة والشفاء وهنالك منظومة للتشخيص  فعندما يكون الفحص إيجابيا والشخص يعاني من الأعراض فلا حاجة للتأكد من وجود المرض وعندما تكون النتيجة سلبية والشخص يعاني من الأعراض ينبغي اللجوء إل فحص PCR  للتأكيد أو النفي.

 

موقع الفكر: ماذا تغني النتائج الرسمية (إصابة وشفاء) من الحقيقة؟

د. أحمد البراء: جميع المعطيات التي ترد يوميا هي معطيات وطنية وموريتانيا بحكم التزاماتها تجاه شركائها فإنها ملزمة بإصدار تقرير عن الحالة الوبائية اليومية وما تشاهدون يوميا من نشرة هو حصيلة ما قيم به من تشخيص سواء كان ذلك على مستوى على المجموعة أو على مستوى المستشفيات أو على مستوى المخابر  

 

موقع الفكر: هل من أفق للتغلب على هذا الفيروس؟

د. أحمد بن البراء: أعتقد أن الفيروس يشكل مشكلة صحية عالمية وهذه المشكلة تتمثل في ثلاثة أشياء: المشكلة الأولى هي أن الفيروس لا يمكن لأي دواء أن يقضي عليه وهذه مشكلة كبرى.

  المشكلة الثانية هي  أن الفيروس يتحور كل ما مورس عليه ضغط؛ من أجل ضمان بقائه.

 والمشكلة الثالثة هي أنه فيروس تنفسي فطريق انتقاله الأمثل هو التنفس فلا يمكن منع انتشاره إضافة إلى وجود حاملي الفيروس وهم أشخاص لا تظهر عليهم أية أعراض وهم الذين يقومون بنقل الفيروس مما يحتم الالتزام بالتدابير والكمامة والإجراءات الاحترازية.

 

موقع الفكر: ما أهمية حظر التجوال في علاج ومكافحة فيروس كورونا؟

د. أحمد بن البراء: حظر التجوال إجراء نصح به في البداية لسبب بسيط و هو أن هنالك  معلم من معالم الانتقال يسمى بجداء الانتقال لأن كل شخص يمكن أن يصيب بالعدوى ثلاثة أشخاص وفي متحور دلتا يمكن أن يصيب ستة أشخاص، فكلما تمكنا من الحد من انتقال الأشخاص كلما تمكنا من نقص انتقال الفيروس وكلما تمكنا من نقص الفيروس تمكنا من نقص حدة الإصابة والانتشار وهذا هو السبب وراء حظر التجوال من أجل منع  التجمعات  الكبيرة التي تتم فيها انتقالات كبيرة للفيروس.

 

موقع الفكر: ما ذا عن منشأ هذه اللقاحات؟ وما أنواعها؟

د. أحمد بن البراء: اللقاحات عبارة عن وسيلة من أنجع الوسائل التي يمكن التغلب بها على الجوائح، ومرض الجدري والحصباء أمثلة حية على ذلك وبالنسبة لكورونا أنتجت هذه اللقاحات في وقت قياسي ويمكن تقسيمها إجمالا إلى أربع مجموعات من  اللقاحات أولاها تعتمد على الفيروس الحي المضعف ومن  هذه النوعية أحد اللقاحات الصينية والروسية وثانيها اللقاحات التي تعتمد على الوحدات البروتينية وثالثها اللقاحات الناقلة  واللقاحات المعتمدة على النواقل الفيروسية وهذه المجموعة تتوزع في حوالي خمسة عشر إلى ستة عشر لقاحا متوفرة حول العالم ونسبة فعالية اللقاحات للوقاية  من الأشكال الخطرة تتراوح ما بين 50 إلى 85 %  ومن المؤكد أن هنالك فرقا بين الملقحين وغير الملقحين على الأقل في الأعراض السريرية وهذه اللقاحات تخفف الأعراض ولا تمنع الإصابة، وأفضل اللقاحات الحالية هي اللقاحات المعتمدة على ARN MESSENGR  خاصة فيما يتعلق بالحجز الاستشفائي والأشكال الخطرة من الفيروس والتي تودي بحياة الأشخاص وهذه اللقاحات تأتي في القمة ثم تتلوها اللقاحات المعتمدة على الوحدات البروتينية وأخيرا اللقاحات المعتمدة على مبدأ الفيروس الحي المضعف الكامل.

 

موقع الفكر: أي هذه اللقاحات تعتمد موريتانيا؟

د. أحمد بن البراء : موريتانيا استفادت في إطار الآلية الدولية للنفاذ إلى اللقاح من اللقاحات الفيروسية الكاملة والمضعفة كما استفادت من اللقاحات البروتينية وأخيرا المعتمدة على النواقل الفيروسية  وهي تعتمد منظومة موصى بها من قبل الأمم المتحدة.

 

موقع الفكر: هل هناك دراسات تثبت فعالية اللقاحات المستخدم الآن؟

د. أحمد بن البراء: هنالك عدد كبير من الأعمال العلمية التي نشرت حول اللقاحات ومقارنة الملقحين مع غير الملقحين من حيث الوفيات ومن حيث خطورة الأعراض ومن حيث العقابيل وأثبتت كلها أن اللقاحات حسناتها أكثر من سيئاتها وهذا يبين التوجيه الوطني في الحث على أخذ اللقاح وتشجيع المواطنين على التلقيح وأستفيد من هذا المنبر لأدعو المواطنين إلى المسارعة إلى التلقيح لأن التلقيح يساهم في حماية صحة الفرد ومناعته وينصح به.

 

موقع الفكر: بما تنصحون أصحاب الأمراض المزمنة والحوامل بخصوص أخذ اللقاح؟

د. أحمد بن البراء : بالنسبة لأصحاب الأمراض المزمنة والحوامل فقد صدرت تعليمات وتوجيهات من معظم الدول بنصيحة هؤلاء الأشخاص بالمسارعة لأخذ التلقيح عكسا لما يشيعه البعض.

 

موقع الفكر: من سبقت إصابته بالفيروس هل يأخذ اللقاح؟  

د. أحمد بن البراء: عادة ما ينصح بها لدى  الناقهين من المرض بفترة تصل إلى ثلاثة أشهر قبل تلقي اللقاح.

 

موقع الفكر: كم جرعة يلزم أخذها؟

د. أحمد بن البراء: هنالك تفكير في إعطاء جرعة ثالثة لدى بعض الدول ويمكن أن تصدر قريبا تعليمات بإعطاء ثلاث جرعات ولكن حتى  البرتوكول المعمول به حاليا في موريتانيا هو إعطاء جرعتين من اللقاحات وجرعة واحدة من لقاح جونسون اند جونسون.

 

موقع الفكر: هل لهذه اللقاحات من مضاعفات؟

د. أحمد بن البراء: وزارة الصحة حاليا تتابع من خلال مجلس وفريق مختص بالآثار الجانبية للقاحات، وفي كل مركز تلقيح  توجد طواقم مهمتها متابعة الآثار التي تنتج عن اللقاحات وتسجيلها والإبلاغ عنها وأخذها بعين الاعتبار وهنالك منعشون وأطباء وممرضون مكلفون بهذه المهمة لمتابعة الآثار الجانبية الناجمة عن الفيروسات وهي موجودة وتتابع وتسجل وهنالك يقظة ومتابعة لها.

وحتى الآن لم نسمع بحالات خطرة في موريتانيا رسميا وإنما هي أعراض خفيفة مثل بعض الحساسية وألم مكان الحقنة أو حمى.

 

موقع الفكر: كيف تصفون الوضع الوبائي بموريتانيا؟

د. أحمد بن البراء: أعتقد أن الوضع الآن أحسن  في موريتانيا مع حملة التلقيح وحملة التحسيس وحظر التجول، وأعتقد أنه أفضل من السابق.

 

موقع الفكر: هل تتوقعون حدوث موجة أخرى؟

د. أحمد بن البراء: بالتأكيد مع بداية افتتاح المدارس وبداية السنة الدراسية الجديدة واختلاط  الناس يتوقع حدوث موجة جديدة، فهذه الأسباب تشكل مرتعا خصبا لانتشار الفيروس وانتقاله.

 

موقع الفكر: هنالك شائعات تتحدث عن موجات ربما تستهدف الأطفال ما رأيكم؟

د. أحمد بن البراء: هنالك الكثير من التكهنات وهنالك مراكز عالمية تبحث ومن الاحتمالات المرجحة حدوث حالات تصيب الأعمار الأقل وهنالك توقعات مدعمة ببينات وبراهين وبائية بانتشار موجات تصيب الأطفال.

موقع الفكر: هل تفكرون في إعطاء لقاحات للأطفال؟

د. أحمد بن البراء: أعتقد أن موريتانيا كانت سباقة؛ لأننا بدأنا بتلقيح هم من فوق الستين من العمر ثم خمسة وأربعين عاما ثم حملة عموم السكان التي بدأت مؤخرا خوفا من موجات قادمة.

 

موقع الفكر: أي اللقاحات الموجودة في موريتانيا أفضل؟

د. أحمد بن البراء: كل اللقاحات الموجودة في موريتانيا مزكاة من طرف منظمة الصحة العالمية لأن موريتانيا عضو في مبادرة كوفاكس وهي مبادرة تشمل الدول النامية وهي لقاحات أثبتت نجاعتها.

 

موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة؟

د. أحمد بن البراء: أخيرا أحث المواطنين ونفسي على الالتزام بالإجراءات وعلى المبادرة بالتلقيح، وعلى عدم نشر الإشاعات عن طريق وسائط التواصل الاجتماعي خاصة إذا كانت إشاعات سلبية لا تساهم في تعزيز ما يقام به من استراتيجيات في حماية الوطن في حمايته وهنالك أموال تستثمر في مجال الوقاية  وأطلب من الجميع أن يسهم كل من جانبه في كل ما هو إيجابي في محاربة هذه الجائحة  .