في إطار مواكبة موقع الفكر لمجريات الساحة الوطنية، وسعيا منه إلى إطلاع المتابعين الكرام على تفاصيل الأحداث، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، نلتقي اليوم مع أحد أبرز الإعلاميين، ممن خبروا دروب السياسة والعمل الصحفي في لقاء شامل يتناول بعض القضايا المتعلقة بالشأن الموريتاني
فأهلا وسهلا بضيفنا الكريم المدير السابق للوكالة الموريتانية للأنباء الأستاذ موسى حامد
موقع الفكر: نود منكم تعريف المشاهد بشخصكم الكريم من حيث الاسم وتاريخ ومحل الميلاد وأهم الشهادات والوظائف التي تقلدلتم؟
موسى بن حامد: ولدت سنة 1963 بمگطع لحجار ودخلت التعليم العام وأصبحت أستاذا، وفي سنة 1993 دخلت عالم الصحافة.
فقد مارست الصحافة في جريدة القلم وأعتبر ها هي خلفيتي الصحفية ومكثت سنتين مديرا للوكالة الموريتانية للأنباء، ثم بعد ذلك أصدرت صحيفة تسمى بلادي وكان لها طبعة باللغة الفرنسية وطبعة باللغة العربية، ثم عجزت عن الطبعة العربية ثم عجزت عن الطبعة الفرنسية لتصبح موقعا إلكترونيا أنعشه متى ما سنحت لي الفرصة..
موقع الفكر: هل كان قرار تعيينكم على الوكالة الموريتانية مفاجئا لكم؟
موسى بن حامد: لم يكن مفاجئا لأنه لا يمكن للمرء أن يعين بصورة مفاجئة، وكانت لي علاقات مع الرئيس السابق محمد بن عبد العزيز وكنت أعرفه قبل الانقلاب وتحديدا منذ سنة 2003 وكانت بيننا علاقات طيبة وتحت ضغط من بعض الزملاء تركت القلم وانخرطت في هذه التجربة التي كانت تجربة مثرية ومهمة بالنسبة لي ورأيت الكثير من الأمور وتعلمت الكثير وفي تلك المرحلة مارست عملي بحرية كاملة في الوكالة ، فالوكالة في ذلك الوقت كانت تقوم بمهمتها الطبيعية كمصدر للأخبار وليست على علاقة مباشرة بالرأي العام بل كانت مصدرا للصحافة وهذا ما حاولنا أن نقوم به وسأعطيكم مثالا فالوكالة هي أول من نشر خبر طائرة المخدرات التي أوقفت في نواذيبو، ولم أجد ضغوطا خلال الفترة الانتقالية،
وإنما بدأت الضغوط علي بعد قدوم الحكومة المدنية التي طردتني بعد مدة يسيرة من استلامها الحكم و انعقد مجلس الوزراء نصف ساعة كي يطردني قبيل مجيء الرئيس الألماني وكان ذلك زمن الصيف وقلة الماء ولكن ليس ذلك سبب عزلي وإنما سببه أنهم لم يتحملوني .
موقع الفكر: كيف وجدتم الوكالة وكيف تركتموها؟
موسى بن حامد: لا أحبذ مثل هذا الحديث وكل الذي أعرفه أنني حينما كنت مديرا للوكالة حاولت أن يكون العمل عملا جماعيا فإذا كان هناك من عمل فهو مسؤولية جميع العاملين، وحاولت أن تلعب الوكالة دورها كمرفق عمومي وليس كمرفق حكومي فالوكالة الموريتانية للأنباء شأنها شأن التلفزيون والإذاعة كلها وسائل إعلام عمومية لأنها تتمول من الضريبة التي يدفعها المواطن، لذلك ينبغي أن يستوي فيها الناس ، وسعيت جاهدا لتظل وسيلة إعلام عمومية مفتوحة أمام مختلف الطيف السياسي وكانت تتناول مختلف المواضيع وتعالجها بدون استثاء، أيا كان الخط أو التوجه، في الصحف والموقع، وكت حريصا على صيانة الحرية، وأذكر أنني كنت أول من كتب ورقة عن الانتخابات التشريعية حينها.
كنت أعرف مكتب قاعة التحرير في الوكالة جيدا ، في الوقت الذي لم أكن أعرف فيه كثيرا من المرافق والمكاتب الإدارية الأخرى، واعتبر الوكالة تجربة مهمة ومرفقا مهما لأني لا أرى أنه يمكن أن ينجز مشهد إعلامي في بلد ما دون أن يكون مركزه وكالة أنباء لأن الوكالة هي من يعطي الأخبار بالجملة ويجب أن تكون عينا لأهل موريتانيا على ما يحدث في الخارج وتعطي للخارج ما يحدث في موريتانيا ويجب أن تكون المصدر الأول للأخبار عن موريتانيا كما ينبغي أن تكون مشتركة في كل الوكالات العالمية المعروفة كالوكالة الفرنسية للأنباء ووكالة سوشيت برس، ووكالة رويترز ، وقد كانت الوكالة الموريتانية للأنباء أثناء إدارتي لها مشتركة في كل هذه الوكالات، فكانت لدينا باقة من هذه الوكالات نزود بها الصحافة الخاصة مقابل مبلغ عشرة آلاف أوقية قديمة آنذاك.
وتشمل هذه الباقة كما ذكرت لكم وكالات رويترز و سشيتبرس، والوكالة الفرنسية ووكالات الأنباء المغاربية.
هذه الباقة جميعها نزود بها الصحافة الخاصة مقابل هذا الاشتراك الشهري .
وهنا ينبغي أن نشير إلى أن هذه الوكالات هي مصادر للأخبار في العالم ودورها أن تعطي أخبارا خام لمختلف الصحافة في العالم ، ويفترض أن نحصل منهم على الخبر من حيث كونه خبرا مجردا عن التحليل، فهذه الوكالات مجرد مصادر للأخبار وللصحفي حرية الانتقاء منها، ومن المعلوم أن أسرع الوكالات نشرا للأنباء وكالة الأنباء الفرنسية، بينما أكثر الوكالات مصداقية وثقة وكالة رويترز.
موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع الصحافة مقارنة بذلك الوقت؟
موسى بن حامد: لا أحب المقارنة بين الفترتين لأننا لم نعرف الصحافة بصورة جيدة والصحافة تنقسم عندنا إلى قسمين الصحافة الخاصة والصحافة العمومية وأظن أن الصحافة العمومية بشكل عام ينقصها الكثير من الجرأة والحرية ووضوح الهدف وكانت وما تزال كذلك فتراها تصفق دون أن تعرف لماذا.
والصحافة الخاصة صحافة ناشئة تنقصها التجربة وتفتقد الكثير من المؤسسية فتجد شخصا واحدا يشكل مؤسسة صحفية، كما ينقصها الكثير من الموضوعية في معالجة الخبر، وكانت في بدايتها مجموعة من الأشخاص المعارضين للسلطة ولكن السلطة أغرقتها في بحر مما يسمى بالصحافة فأفسدت بذلك الصحافة الخاصة وإلى الآن قليلة هي المؤسسات الصحفية الخاصة، و لا توجد لديها الإمكانيات وفقدت المصداقية والحقل الصحفي العمومي والخصوصي يحتاج إلى الضبط ولا يمكن أن يضبطه إلا الدولة وذلك بأن تضع معايير لممارسة الصحافة، فليس كل من هب ودب يمكن أن يكون صحفيا، بل لا بد أن يكون الصحفي يعمل في إطار مؤسسة صحفية معروفة هذا بالنسبة للصحافة الخاصة .
أما الصحافة العمومية فيجب أن تنفتح أكثر، وأذكر أنني قلت للوزير الأول سيدي محمد بن بوبكر لما استدعاني ليعينني على رأس الوكالة الموريتانية ليس من المعقول أن تكون صحيفة القلم التي تمتلك مقرا متواضعا أكثر مصداقية من أي مؤسسة عمومية، فلا يمكن أن تمتلك مؤسسة الإمكانيات ولا تمتلك المصداقية والغريب أن السلطات المتعاقبة تعين أشخاصا على التلفزيون والإذاعة والوكالة الموريتانية فيقبلون على شكر السلطات وهم معينون لكي يستجلبوا رضا الرأي العام عن طريق البرامج التي تعدها هذه المؤسسات وعن طريق المصداقية، فأنا على سبيل المثال اليوم عندما أتابع نشرة الثامنة في التلفزيون الرسمي لأعرف حصيلة الإصابات بكوفيد 19 المستجد، تقدم التلفزة كل ما يتعلق بكوفيد من نشاطات الولاة والحكام وغيرهم وفي الأخير تقدم الخبر الرئيس الذي هو عدد الإصابات "بكوفيد" والمعالجة البروتوكولية هذه للأخبار لا معنى لها، بل يجب أن تكون الأولوية للأخبار التي تهم الرأي العام .
موقع الفكر: ما رأيكم في أن تستغني الدولة عن المؤسسات التقليدية، وتكتفي بدلا من ذلك بمنصات إلكترونية؟
موسى بن حامد: أحب أن يكون للدولة كثير من المؤسسات لكي يشتغل فيها أكبر قدر ممكن من المواطنين، وهذا الأمر ليس سلبيا بالنسبة لي ولكن مما يحز في النفس أن تكون للدولة موارد كبيرة ولا تستعملها فيما ينبغي، وإذا نظرت إلى المؤسسات العمومية فستجد أنها في الغالب تقوم بتغطيات مباشرة ولا تنجز برامج فمثلا مشكلة اركيز كان ينبغي أن تتصدر الأخبار ومع ذلك لم يتكلم عنها أحد في الإعلام الرسمي، رغم أن وزارة الداخلية أصدرت بيانا حولها وكذلك "صوملك" أصدرت هي الأخرى بيانا، فإذا كان هناك بيان فهو رأي رسمي ويجب عليك أن تبحث عن الرأي الآخر.
موقع الفكر: ما رأيكم في الافتتاحيات الرسمية في الاعلام العمومية الموجه ضد خصوم السلطة؟
موسى بن حامد: عندما جئت إلى الوكالة ألغيتها ولم يطلب مني أبدا كتابة افتتاحية ولم تكتب الشعب أية افتتاحية، وإذا كان للدولة من رأي فيمكن أن تنشره دون الإعلام العمومي ويمكن أن تنشئ الدولة صحافة مهنية، يمكن أن تخدم الدولة.
موقع الفكر: ما رأيكم في مشروع قانون تقنين الفضاء الإلكتروني؟
موسى بن حامد: في الحقيقة لم أطلع عليه ولكن يروق لي كلما ينظمه القانون لأنه ينطبق على الجميع وكل ما يمس من الحرية فأنا ضده، لكن بالمقابل أي تقنين للقطاع فهو مهم، والصحافة ليست معناها الشتم أو المدح وإنما هي معايير موضوعية يجب على القانون أن يحميها وعلى الدولة أن تحافظ عليها وكثرة المؤسسات الصحفية مما يعزز الحرية ويعني أن كل رأي في المجتمع وجد من يعبر عنه ولكن الذي يضر المجتمع هو قلة المهنية، واليوم وبعد ظهور هذه المنصات التي هي وسائل مهمة ولكنها خطيرة وكل الدول تحاول تقنينها وليس التقنين تكميما وهناك ما يسمح به القانون العام لأن فيه مصلحة الناس بشرط ألا تكون هناك تجاوزات وليس معنى ذلك تكميم الناس أو منع المواطنين من الحديث .
موقع الفكر: ما العناصر اللازم توفرها لإصلاح قطاع الصحافة؟
موسى بن حامد: أظن أنه يجب أن يطرح السؤال الأول حول أهمية الإعلام وما الأهداف التي ينبغي أن يصلها، وما هي الظروف الملائمة للوصول لتلك الأهداف؟، ومن طرح هذه الأسئلة سيتضح له ما سيفعل، وبالنسبة لي فالإعلام العمومي والخصوصي سواء، فيجب أن يمارس الإعلام في نفس الظروف بمعنى أن له نفس الالتزامات تجاه المجتمع والدولة ونفس الحقوق ويجب أن يمارس الإعلام في إطار المؤسسات وليس في إطار الشخصنة التي أفسدت مختلف المهن فلا بد للمرء أن يكون له حزبه وبقالته وصيدليته ومنظمته غير الحكومية إلخ...
موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع التعليم في موريتانيا؟
موسى بن حامد: التعليم رديء فقد كنت أستاذا وغادرتها لأن الظروف لم تعد تسمح لي بمواصلة التسيير،
وأرى أن فشل التعليم هو فشل تعليم اللغات سواء كانت عربية أو فرنسية أو بولارية، لأن التلاميذ ليس لديهم من الرصيد اللغوي ما يمكنهم من طرح الأسئلة أو فهم ما يقال والتعليم فاشل لأنه لا أهداف له وما لم نحدد الشخصية الموريتانية التي نسعى إليها ونعرف البرامج التي ينبغي أن ندرسها لهذه الشخصية وإذا عرفنا ذلك فسنعرف الطريقة التي سندرسها بها والهدف الذي نسعى إليه وإذا لم تطرح هذه الأسئلة فإن التعليم سيبقى على حاله.
موقع الفكر: هل المشكل اللغوي سياسي أم تربوي؟
موسى بن حامد: في البداية كان في الأصل إشكالا سياسيا لأن الأحزاب السياسية لم تكن موجودة من قبل وليس هناك من حرية للرأي وبالتالي كان الجميع يعبرون عن آرائهم من خلال التعليم وأفسد التعليم فترة معينة لأن الناس لم يكن باستطاعتها أن تعبر عن آرائها إلا من خلال التعليم ولم يعد هنالك داع لهذا الأمر لأن الأحزاب السياسية شرعت وبالتالي يجب أن يتحرر التعليم من البعد الإيديولوجي .
موقع الفكر: ما المقاربة الأمثل في نظركم لحل هذا الأشكال ،هل هو تعميم اللغة العربية أم ادخال اللهجات أم الابقاء على الفرنسية كعامل موحد؟
موسى بن حامد: لست أدري، ولكن أرى أن هذه المسائل فنية ويجب أن نتجنب أدلجة التعليم ونتجاوز جدلية الهوية ليكون لدينا تعليم علمي وكونه فرنسيا أو عربيا أو بولاريا هذه المسائل يمكن التفاهم عليها .
ومن المعلوم تربويا أن الطفل يفهم بلغته الأم من العلوم ما لا يفهمه بغيرها ولكن إذا لم يكن هذا متاحا فما العمل صحيح أن الإنسان يجب أن يتعلم بلغته الأم ولكن إذا وصل إلى سن معينة فلا بد له من اللغات الأجنبية ففي فرنسا عندما يصل الطالب إلى مرحلة معينة لا بد له من دراسة اللغة الإنكليزية لأن مختلف البحوث والعلوم اليوم إنما تنشر باللغة الإنكليزية.
موقع الفكر:هل ترون أن النسب الكارثية للنجاح في الامتحانات الوطنية مظهر من مظاهر الفشل أم أنها مظهر مظاهر الجدية والصرامة في التقويم؟
موسى بن حامد: كنت أصحح امتحان البكالوريا وكنت في سكرتيريا الامتحانات وكنت أستاذا، وأرى أن النتيجة المعلنة للامتحانات لا تعكس الحقيقة بل النتائج أردأ من ذلك لأن التعليم غير موجود فلماذا لا نطرح سؤالا حول شخص ظل ينجح في الامتحانات حتى إذا وصل البكلوريا لم يستطع أن يتجاوز فمعنى ذلك أن التعليم فاسد ومعنى ذلك أن ما قبل البكالوريا لم يكن جديا، وتقويم الإدارة والوزارة للثانويات هو في عدد الناجحين كل سنة وهل نجت الثانويات من الإضرابات.
وهذا التقويم ليس صحيحا والتعليم إذا لم يكن للقائمين عليه تصور جيد ومحدد فما سوى ذلك عبث وضرب في الحديد البارد.
موقع الفكر: ما تقويمكم لسنتين من حكم الرئيس محمد بن الشيخ الغزواني؟
موسى بن حامد: أرى أن التهدئة السياسية حقيقية وهناك " رخاء سياسي " لم يحدث من منذ سنة 1992 والساحة السياسية كانت دائما متشنجة والآن هادئة والسلطة تسعى لترسيخ ذلك الهدوء في الساحة السياسية لكن ذلك غير كاف لأن موريتانيا تقع في خط من النار، والمحيط حولنا متشنج ومن المهم بالنسبة لنا التفاهم فيما بيننا لأن مثل هذه الأمور تتطلب أن تكون الطبقة السياسية متفقة وإذا أتت إلى ناس مختلفين فستكون الخسائر أكبر إذن، من المهم وجود التهدئة السياسية وحصول الاعتراف بالنظام الذي يحكمنا فنحن منذ 1992 ونحن نعاني من ثنائية الاعتراف بين المعارضة والمولاة، لا بد أن نتفاهم وبعد التفاهم يمكننا الانشغال بتقويم الحكومة والمعارضة انطلاقا من الطرح الاجتماعي والاقتصادي وهذا هو المهم بالنسبة لدولة كموريتانيا وبالنسبة لي هاتان السنتان مهمتان لأن الرئيس يحمل شعار التشاور ومعنى ذلك أن الظروف التي تمارس فيها السياسة حدث فيها تغيير ويقول المثل الحساني "إن الرجل يمكن أن يبني حلة والحلة لا يمكن أن تبني رجلا" وهو بالتعبير المعاصر أن الموارد البشرية لا بد من الاهتمام بها وانتقائها على أسس موضوعية وتكون هي من يتولى تسيير الشأن العام وهو ما زال ينقصنا.
موقع الفكر: ما تقويمكم لأداء شركات الخدمة العامة ( الكهرباء والماء)وشركات الاتصال؟
موسى بن حامد: في حقيقة الأمر سأتحدث كمستهلك ولست خبيرا وأرى أن خدمات الماء والكهرباء والهاتف رديئة فأنا أشترك في خدمة "الوايفي" وهي خدمة رديئة ويقطعونها باستمرار وإذا تأخرت في التسديد تقطع كذلك والفترة التي تتعطل يحسبونها علي، وأنا ولله الحمد دائما أسدد فاتورة الماء حيث أسكن في عمارة تتكون من مجموعة شقق وذات مرة حدث أن أحد مستغلي الشقق لم يسدد فاتورته فقطعوا عني الخدمة وأنا مسدد للفاتورة فأتيتهم فقالوا إنها هذا خطأ ولكن علي أن أنتظر حتى المساء فقلت لهم إني لا أستطيع، وهو ما اضطرني للتعامل مع من يعيد لي تشغيل الخدمة وأعطيت مقابلها، وهذا يعكس مدى رداءة الخدمة وأنا مشترك في خدمة الويفي بشركة موريتل وهي رديئة حتى إن الاتصال العادي قد لا يتوفر أحيانا وهناك مناطق قريية تغطية الاتصال فيها رديئة لجميع الشركات وهي قريبة من العاصمة نواكشوط.
وأرى أن سلطة التنظيم يجب أن تراجع نصوصها، فأقصى ضريبة تفرضها على شركات الاتصال يمكن أن تعوض في ساعة واحدة، فهي في الحقيقة عقوبات غير رادعة حسب ما قرأت في نصوصها وإن كنت مجرد مستهلك لا خبرة لي في الموضوع.
موقع الفكر: ما تقويكم لأداء مندوبية "تآزر"؟
موسى بن حامد: ما قامت به "تآزر" عمل جيد وما قامت به هو ما تقوم وكالات الأمم المتحدة في طريقتها الأولية في إغاثة الأفراد وتقديم ما يمكنهم من المحافظة على حياتهم في انتظار إعداد البرامج المناسبة للتشغيل، وتوزيع مبالغ مالية كسبعة ملايين أو عشرة ملايين في قرية معينة لا محالة ستنفعها.
المهم احترام المعايير والمسطرة الناظمة .
موقع الفكر: أين أخطأت المعارضة وأين أصابت منذ 1992 حتى الآن؟
موسى بن حامد: لا أحب أن أتحدث عن المعارضة خاصة في دول مثل دولنا والتي تكون السلطة فيها مسيطرة على كل شيء فالمعارضة ليس عندها ما يمكن أن يسدد به فاتورة الماء أو الكهرباء ومن الصعب على الإنسان القيام بها صحيح أن الأخطاء تحدث في الممارسة السياسية وأعتقد أن المعارضة لو شاركت في انتخابات البرلمان سنة 1992 لكانت ديمقراطية موريتانيا مسار آخر والله أعلم وأعرف أن لها بعض الأخطاء وأن النظام ارتكب الكثير من الأخطاء والسلطة عادة لا تحب ممارسة الديمقراطية وإنما أخذتها كطريقة للبقاء في الحكم.
موقع الفكر: ما تقويمكم لواقع الزراعة؟
موسى بن حامد: بإمكانك أن تسأل عنه المختصين فلست مختصا في الزراعة، وفي إطار العولمة أرى أنه لم يعد موجودا ما يسمى بالوطنية أو القومية في المجال الاقتصادي والناس تنظر إلى أرخص الأسعار ، فلما وقعت أزمة "كوفيد" تفاجأت دول مثل فرنسا وألمانيا وحتى أمريكا أن الكمامات غير موجودة عندها وأصبحوا يشترونها من الصين ونحن منذ زمان طويل نحاول أن ننتج الأرز ونحن لا نعرفه ولا يمكن أن ننافس فيه تايلاند، والدول المصدرة تبحث عن الربح ممن يشتريه وأظن أن هذه المسألة الاستراتيجية تغيرت .
موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة؟
موسى بن حامد: واقعنا الآن جيد من حيث الهدوء ونعلم أن قربنا دول لم تعد موجودة وتحيط بنا الكثير من المخاطر قد تسري العدوى إلينا ويجب أن نتحد ونحاول إيجاد التفاهم الوطني لكي لا تسري إلينا هذه المشاكل، ونحن دولة صغيرة وعدد سكانها قليل وخيراتها كثيرة ومع ذلك نحن فقراء فيجب علينا أن نحاول أن نغير من هذا الوضع.