المهندسة عزيزة كواد لموقع الفكر: نسعى إلى إنتاج سماد عضوي عبر إنشاء مزرعة

قالت المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد إنها من خلال مشروع الطاقة المتجددة قد نجحت في إنتاج الغاز المنزلي، وأنها تسعى إلى إنتاج سماد عضوي عبر إنشاء مزرعة، وأضافت المهندسة في هذا الحوار مع موقع الفكر إنها تنتج الغاز عبر رجيع  البقر ومخلفات الدجاج ونفايات الأسماك.

وبخصوص الدعم الذي يتلقاه مشروعها قالت المهندسة إنها تقدمت بطلب لدعم مشروع من قبل الدولة وحصلت على مبلغ 350000 أوقية جديدة ولكنها لم تستلمها بعد.

وقالت بنت كواد إنها  راسلت وزيرة شؤون المرأة وغيرها من الوزارات، بخصوص دعم مشروعها، ودعت رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الطاقة،وسائر أعضاء الحكومة إلى عدم التفريط في مثل هذه المشاريع لأنها من أسباب تقدم الدولة وتحد من البطالة ولها مردودية كبيرة وليس لها من تأثير على البيئة.

إلى غير ذلك من المواضيع التي تجدونها خلال هذا الحوار مع المهندسة عزيزة كواد في إلى المقابلة.

 

موقع الفكر : حبذا لو عرفتم المشاهد على شخصكم الكريم من حيث الاسم وتاريخ ومحل الميلاد وأهم الوظائف التي شغلتم؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: الاسم عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد مهندسة في مجال الطاقة المتجددة، تخرجت من جامعة الشيخ آنتا جوب من دكار 2015 وكنت على رأس دفعتي ولله الحمد، وعملت مع شركات خصوصية تعمل في الطاقة المتجددة وقمت بتجارب و دراسات حول المضخات  الشمسية والتكييف بالطاقة الشمسية، وقد درسني الأستاذ عبد الله ولد محمدو عليه رحمة الله فكرة حول استخدام الغاز من الكيمياء العضوية بدلا من استخراجه من أعماق الأرض وجسدتها على أرض الواقع عام 2018، والسبب في تجسيدها هو أني كنت في مهمة عمل بكيهيدي فاطلعت على وحدة  بمدرسة الزراعة كان المستعمر قد أنشأها عام 1962م. لكنها لم تستخدم منذ ذلك الوقت، وقد حاول البعض استخدامها ولكنهم لم يتابعوا العمل فيها، ثم طبقت الفكرة في نواكشوط بالمنزل سنة 2019م. وهي بالمناسبة فكرة قديمة منذ قرون وهي مطروحة وقد بدأ تطبيقها مؤخرا في إطار البحث عن الطاقة المتجددة وأنشئت لها مصانع في مصر، وأكبر مصنع أنشئ لها  في ألمانيا كما أنشئ لها مصنع في بوركينافاسو والسنغال، وتعتمد على استخدام فضلات البقر، وله فائدة كبيرة على البيئة لأنه يحد من الانبعاث الحراري وتساعد في ذلك رؤية العالم ل2030 للطاقة المتجددة.

 ومن المعلوم أن موريتانيا تمتلك ثروة حيوانية كبيرة ولله الحمد، وبالتالي بإمكاننا استغلالها في توفير طاقة نظيفة وقريبة، فيستفيد الوطن من خلال توفير فرص العمل، والحصول على الطاقة والسماد العضوي ونحن مقبلون على الزراعة .

موقع الفكر: كم تنتجون من الغاز حاليا؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: هنالك طريقتان لإنتاج الغاز أولاهما بتركيب وحدة تقليدية وثانيهما باستيراد وحدة جاهزة، حسب الطاقة الاستيعابية للمصنع فبعض المصانع سعتها 0.2 متر مكعب، وبعضها تصل طاقته الاستيعابية إلى 25، والطريقة التقليدية تعمل بمجرد التخمير طيلة 25 يوما، والمصانع المستوردة تعمل بالطاقة الكهربائية بعد 24 ساعة من التخمير والفرق بينهما أن الطريقة التقليدية تبدأ في إنتاج الغاز في أيام الشتاء بعد 25 يوما، وفي فترة الصيف بعد 15 يوما، بينما تعمل الطريقة الأخرى بعد أربع وعشرين ساعة وذلك باستخدام الطاقة الكهربائية وهي ليست مكلفة.

موقع الفكر: ما المواد التي تستخدمونها في إنتاج الغاز؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: نستخدم في الأساس رجيع  البقر ومخلفات الدجاج ونفايات الأسماك، وركزنا على هذه العناصر نظرا لوجودها بكثرة خاصة في العاصمة نواكشوط، حيث توجد سوق الحيوانات ومخلفات الحيوانات ترمى في مكب تفيريت، وهو ما يؤثر سلبا على البيئة، وبإمكاننا أن نحد من هذه الآثار، وقد بدأنا بالفعل استخدامها، فلا  نقوم بتركيب وحدة إنتاج للغاز إلا واستخدمنا فيها روث البقر.

 فتتصل علي بعض الأسر التي تريد أن تقتني الغاز المنزلي فأركب لها وحدة منزلية لإنتاج الغاز، ويختلف ثمن الوحدة حسب استخدام الغاز في الطبخ وتتراوح أسعاره ما بين8000  أوقية جديدة  إلى 15000أوقية جديدة ونركبها للزبون في منزله ونوقع معه عقدا بموجبه نزود الوحدة بعد خمس وعشرين يوميا بالمخلفات الحيوية التي تمكنها من العمل، وننظفها ويدفع لنا عوضا مقابل هذه الصيانة ونريه طريقة الاستعمال وهذا مجرد مثال على عملنا.

موقع الفكر: هل تترك استعمال هذه الوحدة رائحة في المكان؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: لا.ليست لها رائحة مطلقا وليست مؤثرة على البيئة  وفي حالة التسرب لا قدر الله فإن كثافة هذا الغاز أخف من كثافة الهواء، ومع ذلك نتخذ إجراءات السلامة المضادة للحريق.

موقع الفكر: كم حجم الإنتاج عندكم حتى الآن؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: ما زلنا في مرحلة الإنتاج المنزلي وأعددنا دراسة لإنشاء مشروع إنتاج الغاز بصورة تجارية، من خلال تعبئة الأسطوانات وإنتاج سماد عضوي صالح للزراعة.

موقع الفكر: ألم تستفيدوا من أزمة انعدام السماد في الأسواق خلال الفترة الماضية؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: نحن لم ننتج بعد السماد فليس لدينا مصنع ينتج سمادا عضويا، وإنما نسعى إلى ذلك من خلال إنشاء مزرعة، وننتج من السماد ما نزود به تلك المزرعة، وبعض المزارعين، وذلك بالقرب من سوق الحيوانات "بتنويش" والزراعة ليست مكلفة لأن الماء متوفر وسنوفر السماد العضوي والأرض صالحة للزراعة ولدينا مهندس بيطري وخبير في الزراعة ونحن نطرح كل الاحتمالات.

موقع الفكر: كم تنتج الوحدة الواحدة من السماد؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: ذلك يعود إلى حجهما لأن المواد عندما تتخمر يتحول بعضها إلى غاز، وما يتبقى منها يصير سمادا عضويا وأنتجنا العديد من السماد، ولكننا حاليا نستخدمه لمزرعتنا وأما ما نعتزم بيعه فهوما سننتجه في مصنعنا الصغير جنبا إلى جنب مع الغاز الذي نعتزم توزيعه في قنينات، ونوزعه على المحلات التجارية ونعتزم بيعها ب250 أوقية جديدة.

موقع الفكر: وهل ستسمح لكم شركة الغاز ببيع قنينة الغاز بالسعر الذي تختارونه أنتم؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: لدينا ترخيص من السلطات المعنية وشركات الغاز تجد صعوبة في توفير الكمية الكافية للسوق، وهم مجرد مستوردين للغاز فهنالك شركة واحدة مملوكة للدولة والأخريات مجرد شركات خصوصية مهمتها استيراد الغاز.

موقع الفكر: هل سبق لكم أن طلبتم معونة من السلطات المعنية؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: تقدمنا بطلب لمشروع وحصلنا على مبلغ 350000 أوقية جديدة ولكننا لم نستلمها بعد.

موقع الفكر: هل سبق لكم أن التقيتم وزيرة المرأة؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: سبق لنا أن راسلنا وزيرة شؤون المرأة وغيرها من الوزارات، وأدعو رئيس الجمهورية والوزير الأول ووزير الطاقة،وسائر أعضاء الحكومة إلى عدم التفريط في مثل هذه المشاريع لأنها من أسباب تقدم الدولة وتحد من البطالة ولها مردودية كبيرة وليس لها من تأثير على البيئة.

موقع الفكر: هل لديكم معلومات عن مشروع الهيدروجين الأخضر؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: ليست لدي معلومات عن هذا المشروع.

موقع الفكر: وماذا عن اكتتابات شركة BP؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: اكتتبت مجموعة من المهندسين لكي تكونهم، ولكننا لم نسمع بمسابقة اكتتابهم إلا بعد إجرائها وليست لدي معلومات حولهم، وقد أجريت دورة تدريبية لدى وزارة الطاقة مدة ستة أشهرفي الطاقة الشمسية، بمحطة الشيخ زايد ولم نشهد إجراء امتحان لمهندسي الطاقة المتجددة ونحن مقبلون، على الطاقة المتجددة ولم لا تكون الأولية لهؤلاء المهندسين الذين لم يجدوا أي اهتمام من قبل الجهات المعنية.

وسبق أن أرسلت رسالة إلى وزيرة البيئة ووزير الطاقة ولم يرد أي منهما على رسائلي، ولست ممن يعملون بالوساطة وإنما أتبع السلم الإداري المعهود، وقد تابعته وأنا مستعدة لأي مساعدة في هذه المشروع أيا كانت طبيعتها، لأني أؤمن به وأعلم أنه سينجح وقد وجدت دعما من منظمة البحر الأبيض المتوسط ومنظمة دولية أخرى، كما أن الدعم الأكبر الذي تلقيته كان من قبل شركة "كوسموس أنيرجي"، لأني حصلت على تدريب لديهم في مجال ريادة الأعمال، فدخلت بفكرة وخرجت بمشروع، ودربونا طيلة ستة أشهر ووصلت إلى نهاية التصفيات، وقد أعطونا دعما هو الذي بدأت به المشروع، كما شاركت في مسابقة لريادة الأعمال أجراها بنك "ب أم سي"، وقد وجدت عرقلة في ترخيص المشروع، وفي النهاية تجاوزتها ولله الحمد، وكل العقبات التي اعترضتني هي ما جعلتني أستمر في هذا المشروع، لأن النجاح لا بد له من الفشل وصارت عزيمتي أقوى ولله الحمد.

موقع الفكر: هل من كلمة أخيرة؟

المهندسة عزيزة بنت سيدي بونا بن كواد: أحب أن أوجه رسالة للسلطات المعنية وللشباب ورجال الأعمال، فأطلب من السلطات المعنية أن تدعم هذا النوع من المشاريع، خاصة إذا كان من إنجاز الشباب فيجب أن تدعمه، لأن هذا النوع من المشاريع واعد وناجح، كما أطالب رجال الأعمال بالاستثمارفي هذا المجال، لأنها مشاريع تفيد الوطن وواعدة، وأطالب الشباب بأن لا يقنطوا وأن من جد وجد ومن زرع حصد، ومن لديه فكرة يمكن أن ينجح فيها عليه ألا ييأس.