نسائم الإشراق الحلقة رقم (1923) 31 مايو 2022م،30 شوال 1443هـ، فقه الوسطية الإسلامية والتجديد، معالم ومنارات، الشيخ يوسف القرضاوي، الحلقة رقم (199)

- تبني منهج التيسير في الفتوى والتبشير في الدعوة:

ومن معالم الوسطية والتجديد: تبنّي منهج التيسير والتخفيف في الفقه والفتوى،

اتباعا للمنهج القرآني: )يرِيدُ ا لله بِكُمُ الْيسُرَ وَلاَ يرِيدُ بِكُمُ الْعسُرَ) (البقرة:185) (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِ ينِ مِنْ حَرَج) الحج:78)، وللمنهج النبوي: "يسروا ولا تعسروا"، "إنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا مع  سّرين

 

ومن ذلك: التضييق في الإيجاب والتحريم، والإفتاء بالرخص، ولا سيما عند الحاجة إليها، وبقاعدة: (الضروارت تبيح المحظوارت) وقاعدة: (الحاجة تنزل منزلة الضرورة) والتوسُّع في مصادر التشريع فيما لا نص  فيه؛ من الأخذ بالاستصحاب، والاستحسان، ورعاية العرف، وسد الذريعة..  وان كان ولا بد من التشديد، فليكن في الأصول لا في الفروع. وقد حذر الرسول الكريم من الغلو والتنطُّع والتشديد والتعسير.

 واذا كدان التيسير مطلوباً في كلّ  زمان، فهو أشد ما يكون طلباً في هذا العصر، الذي غلبت فيه الماديات على المعنويات، وتعقت فيه حياة الناس، وكثرت العوائق عن الخير، والمغريات بالشر. والتيسير المطلوب هنا: لا يعني تبرير الواقع ،أو مجا ارة الغرب، أو إرضاء الحكام، بليّ أعناق النصوص حتى تفيد التيسير قسرا، فيحلوا الحرام، ويبّلوا الأحكام، فهذا موقف مرفوض، كموقف الذين يعسّرون ما يسر الله، ويعرضون عن كلّ  اجتهاد فيه تخفيفٌ  على عباد الله.