"الهيدروجين الأخضر" يقدم خطة "عرض المغرب"

أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم في ورززات المغربية (deutschland.de)

 

يستعد “تكتل الهيدروجين الأخضر”، الذي يضم ممثلين عن القطاعين العمومي والخاص، لإطلاق خطة عمل تتضمن إجراء دراسة حول قطاع الهيدروجين الأخضر في المغرب بعد توجيهات الملك قبل أيام لبلورة “عرض المغرب” لتنمية سلسلة القيمة الخاصة بهذا المجال.

وعقد التكتل المسمى “Cluster Green G2″، أول أمس الخميس، اجتماعا في الرباط حضره ممثلو عدد من القطاعات الحكومية وممثلون عن القطاع الخاص من الشركات الصناعية، إضافة إلى معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة والوكالة المغربية للنجاعة الطاقية.

يتم إنتاج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي باستخدام آلات تعمل على تحليل الماء إلى عنصري الهيدروجين والأكسجين، ويشترط أن تكون الكهرباء المستعملة في هذا التحليل ناتجة عن مصادر متجددة، أي طاقات الرياح أو الشمس.

ويمكن استغلال الهيدروجين في إنتاج الحرارة من خلال مزجه بغاز الميثان، كما يمكن استعماله في محركات السيارات، إما لإنتاج الكهرباء بواسطة بطارية أو إنتاج طاقة حرارية عبر احتراق الهيدروجين، كما يمكن استعمال هذا الغاز لإنتاج الكهرباء.

حول هذا الموضوع، قال بدر إيكن، نائب رئيس “تكتل الهيدروجين الأخضر”، إن المغرب يعتبر رائدا في قطاع الطاقات المتجددة ومن أول الدول في إفريقيا والمنطقة العربية التي تعتمد خارطة طريقة خاصة بالهيدروجين الأخضر.

وأشار إيكن، في ندوة صحافية، إلى أن اعتماد خطة عمل للهيدروجين الأخضر بالمغرب سيمكن من بروز قطاع تنافسي للهيدروجين ومشتقاته، حيث يتطلب العمل أولاً على خفض تكاليف سلسلة القيمة وخلق أقطاب للبحث والابتكار في المغرب وإقليميا.

 

وأبرز إيكن أن خطة العمل يجب أن تضع أيضا إجراءات لتنمية المنتوج المحلي الضروري لإرساء بنية تحتية للقطاع وإرساء مخطط مديري للبنيات التحتية وضمان التمويل الضروري، ثم الوصول إلى خلق الشروط الضرورية لتصدير منتجات الهيدروجين الأخضر.

كما تتضمن خطة العمل التي يقترحها التكتل إعداد مخطط لتخزين منتجات الهيدروجين، ثم التصدير نحو الخارج بعد تلبية الحاجيات الوطنية في ظل التحول العالمي المتجه لاعتماد طاقات نظيفة في الصناعة والنقل ومختلف القطاعات المستهلكة للطاقة بشكل أكبر.

تحديات قائمة

وقال المسؤول ذاته إن تطوير سلسلة الهيدروجين الأخضر يواجه تحديات عديدة، من بينها إدماج الهيدروجين ضمن شبكة نقل الغاز الطبيعي في المغرب، وتطوير حلول من أجل إنتاج الهيدروجين الأخضر قريبا من نقط الاستهلاك، واعتماد إطار قانوني مناسب ومحفز.

وأعلن إيكن عن الشروع في إجراء دراسة حول القطاع الجديد بدعم من وكالة التعاون الدولي الألمانية، من أجل استكشاف إمكانيات القطاع من حيث الإنتاج والاستعمالات الممكنة، إضافة إلى تقدير الطلب المحلي في القطاع الصناعي، زيادة على الإمكانيات المطلوبة من حيث الكفاءات.

فرص واعدة

من جهته، أكد محمد يحيى زنيبر، رئيس “تجمع الهيدروجين الأخضر”، أن المغرب قادر على امتلاك منصة كيميائية حقيقية بفضل الهيدروجين باستهداف الوصول إلى تنمية صناعية، وأشار إلى أن مادة الميثانول، كمادة تستخرج من الهيدروجين الأخضر، ستمكن من إنشاء صناعة كيميائية شاملة لتصنيع المشتقات التي سيتم استخدامها في كل من الكيماويات النقية الدقيقة والمواد الكيميائية السلعية، مثل البلاستيك والبوليمرات.

وقال المدير العام بالنيابة بمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، سمير رشيدي، إن لقاء التجمع “يسعى لبحث آليات إنشاء سلسلة قيمة من خلال تصنيع الطاقات المتجددة في المغرب، وإنتاج المحلل الكهربائي، وإنتاج الأمونيا الخضراء والميثانول الأخضر، بالإضافة إلى استخدام الهيدروجين في إنتاج الحديد الأخضر”.

 

وكان الملك محمد السادس قد عقد، الأسبوع الماضي، جلسة عمل حول تطوير الطاقات المتجددة، دعا خلالها إلى ببلورة “عرض المغرب” عملي وتحفيزي في أقرب الآجال، يشمل مجموع سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر بالمغرب، بالإضافة إلى الإطار التنظيمي والمؤسساتي، ومخطط للبنيات التحتية الضرورية.

 

صحبفة هسبرس الالكترونية