أفيقوا فقد بلغ السيل الزبى./ الشيخ عبدالله أمين

بلغ السيل الزبى

- ثلة من التجار يتعاملون مع شركات تنتج حديد البناء من البقايا المستعملة، لتبيعهم منتجاتها دون غيرهم ليتحكموا في أسعارها، فيغلوها على الناس، ولا يمكّن أحد من منافستهم.

* الوزارة تحمي ذلك بهذه أو بتلك

- أسعار البصل والبطاطس ترتفع

* الوزارة تتفاوض مع التجار لتثبيت ذلك الغلاء

- التجار يلوحون بوقف صناعة الخبز

* الوزارة تتفاوض معهم لتستجيب - حسب القرائن- لسعر يريدون فرضه.

- التجار يريدون الاستحواذ على البرلمان، وإذا استحوذوا عليه فرضوا من خلاله ما يريدون من قوانين تخدمهم.

* الدولة من خلال "حزب الحاكم" ترشحهم في كثير من الدوائر ليتحقق مرادهم، وأحزاب الحقائب تبيعهم الصدارة في ترشيحاتها ليستكملوا السيطرة.

# إخوتي التجار، إذا استمر الحال على هذه الوتيرة فلن يبقى في البلد من يشتري منكم، فالشباب سيهاجرون مُؤْثِرين عصابات المكسيك ومخاطر اجتياز الحائط على الموت جوعا، والكبار سيستسلمون لمصيرهم المحتوم: الموت جوعا ومرضا.

فاتقوا الله معاشر التجار، فقليل دائم من الربح خير من كثير منقطع، وبيعكم سمحا أعظم لكم أجرا وأنفع للناس من صدقات زهيدة تستردونها من أقواتهم بالغلاء الفاحش.

أعلم أن فيكم أخيارا، بل أكثركم أخيار، ولكن الجشعين عوّدوكم على أساليبهم الجشعة حتى استسغتموها، وخُيِّل إليكم أن لا نجاح للتجارة إلا بها.

# أيتها الوزارة، أيتها الحكومة، لا بد للحكم من صرامة، ولا بد للدولة من رعاية مصالح ضعفائها، ولا بد من منع الغلاء الفاحش المفضي إلى أشنع الغبن، ولا بد من منع الاحتكار، ولو اقتضى الأمر أن تقوم الوزارة بنفسها بإغراق السوق بالبضائع الضرورية، حتى يضطر التجار للرضى بأقل ربح.

# أيها المستهلكون، أما آن لكم أن تجربوا سلاح مقاطعة البضائع التي يزيد سعرها على الحد المقبول، فالمقاطعة هي كل ما لديكم من سلاح: "ومن لا يذد عن حوضه بسلاحه، يهدّم".

تلك صرخة ممن يعايش الفقراء ويعرف أحوالهم، ونفثة مصدور بسبب ما يرى من التكالب على جمع الحطام ولو بتلف النفوس