لطالما وُصفت العلاقات المغربية الغابونية بأنها تاريخية ومتعددة الأبعاد، وتربطهما علاقة صداقة وأخوة. والواضح ان متانة هذه العلاقة ستستمر مع وصول الرئيس الجديد للمرحلة الانتقالية إلى الجابون، الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغويما.
ويعد استقبال السفير المغربي عبد الله الصبيحي رسميا من قبل الجنرال بريس كلوتير أوليغي نغيما بمثابة أول اتصال رسمي بين المسؤولين المغاربة والسلطات الغابونية الجديدة, وناقشا العديد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك علاقات الشراكة بين البلدين.
وفي مداخلة ألقتها خلال اجتماعات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، أشادت ممثلة الغابون بمخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب سنة 2007، وقالت: "إن الغابون ترحب وتشجع المبادرة المغربية للحكم الذاتي" لأنه يقدم آفاقاً مطمئنة تسمح ليس فقط بوضع حد للمأزق السياسي الحالي، بل أيضاً بالتوصل إلى حل سياسي مقبول.
وأوضحت أن "الجهود التي تبذلها السلطات المغربية بالأقاليم الجنوبية مكنت من رفع مؤشرات التنمية البشرية”، مشيرة إلى “مستوى حقوق الإنسان في الصحراء المغربية”. وذكّرت ممثلة ليبرفيل بأن "بلادها من بين الدول التي فتحت قنصليتين لها بالعيون والداخلة بالمغرب"، مؤكدة أن "الغابون تدعم جهود المبعوث ألأممي الشخصي للصحراء، كما أن التزامه بإنجاح مهمته يتجلى في زيارته إلى المنطقة وعقد محادثات ثنائية مع الأطراف”.
وفي هذا الصدد، صرح محمد عاطف، الباحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية لموقع "هسبريس" أن “التحولات الاستراتيجية التي تعيشها الغابون خاصة، والقارة الإفريقية عموما، لا تؤثر على مسألة الصحراء المغربية” موضحا لن الجنرال بريس كلوتير أوليغ نغيما يدعم القضية المغربية.
وأكد عاطف على ان المغرب والغابون يحتفظان بشراكة اقتصادية كبيرة قائلا : "ان المغرب، نمثل قوة اقتصادية وإقليمية في القارة الإفريقية وهو يبحث عن علاقات مبنية على التعاون والاحترام مع معظم الشركاء العالميين".
من جهته، رأى المحلل السياسي حفيظ زهري أن "الانقلاب لم يأت بتغيير جذري في الغابون، إلا على مستوى النظام القائم، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الشركاء الخارجيين". وأشار الزهري، في تصريح له لهسبريس، إلى أن “العلاقات المغربية الغابونية لها بعد استراتيجي واسع، وتتميز بالتنسيق على المستوى الدولي والإقليمي في كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وشدد المحلل السياسي على أن “تجديد دعم الغابون لمغربية الصحراء كان متوقعا، نظرا لأن العلاقات لم تتأثر بعملية الانقلاب وستواصل تقدمها بمستوياتها المعتادة”. وخلص الخبير السياسي إلى أن “التنسيق سيستمر بين الطرفين، سواء على المستوى السياسي، خاصة فيما يتعلق بالاتحاد الأفريقي، أو على المستوى الاقتصادي من خلال زيادة التجارة والاستثمار”.
https://fr.hespress.com/335085-le-gabon-renouvelle-son-soutien-a-la-maro...
