النائب المحترم فلانة....
لست أدرى كيف حصلت هذه العبارة على تأشيرة السلامة اللغوية فتخاطب بها امرأة مسلمة موريتانية.
فالمرأة إذا دخلت البرلمان تسمى نائبة أو شيخة ولا معنى لتذكيرها وتسميتها نائبا أو شيخا لا من حيث قواعد اللغة ولا الشرع فالشريعة تحرص على التفرقة بين الجنسين وتمنع تشبه النساء بالرجال والعكس.. وفي الحديث وعيد شديد للرجلة من النساء
واللغة العربية وضعت ثلاث علامات للفرق بين المذكر والمؤنث وهي التاء مثل نائب ونائبة والألف المقصورة مثل غضبان وغضبى والألف الممدودة مثل أبيض وبيضاء.
وكذلك في الفرنسية ثلاث علامات للمؤنث أو أكثر وهي:
1- التاء مثل: Savante
2- السين مثل: Sénatrice أي نائبة في البرلمان والرجل نائب أو Sénateur
3- الزاي مثل: chanteuse أي مغنية والمغني chanteur
أما الأمازيغية فتعطي للاسم المؤنث تاءين تاء في أوله وتاء في آخره سواء أكان اسم إنسان مثل: تيكويت أو حيوان مثل: تافكيت أو نبات مثل: تيكفيت أو جماد مثل: تيكيت أو اسم معنى مثل: تافلويت
فاللغات تحرص على التفريق بين المذكر والمؤنث حتى في أسماء الأشياء إلا أن العربية تفرق بين المؤنث المجازي والحقيقي وبين الضمير والاسم الظاهر فتوجب تأنيث فعل الضمير سواء أكان حقيقيا أم مجازيا مثل: غرفة البرلمان فتحت والنائبة حضرت
أما الاسم الظاهر فإنما يجب تأنيث فعله إذا كان حقيقي التأنيث مثل: حضرت النائبة وإلى ذلك يشير ابن مالك بقوله:
وتاء تأنيث تلي الماضي إذا ** كان لأنثى كأبت هندُ الأذى
وإذا تلزم فعل مضمر ** متصل أو مفهم ذات حِرِ
فلا وجه إذن لتجريد الاسم المؤنث من تائه إلا في الصفات الخاصة بالمؤنث مثل حامل ومرضع وطامث.