بعد إعلان نتائج البكالوريا: ضغوط وقلق وتوتر ونصائح نفسية للراسبين وأسرهم!! /إعداد موقع الفكر

مضت أأيام عديدة، منذ إجراء امتحانات مسابقة شهادة الباكالوريا، لهذا العام الددراسي 2021/  ،2022، كما مرت أيام منذ صدور نتائج البكالوريا،التي بلغت هذه السنة، نسبة بلغت 12% للمرة الأولى في تاريخ موريتانيا،وعادة يزداد القلق والتوتر النفسي، بين التلاميذ المترشحين الذين رسبوا في البكالوريا، تلك العقبة الكأداء في موريتانيا، والصخرة الصماء،التي طالماى حطمت آمال وطموحات بعض التلاميذ، من غير أولي العزم والإرادة الفولاذية، وتختلف مظاهر هذا التوتر والقلق من شخص لآخر، وإن كانت هناك سمات نفسية مشتركة بين أغلب التلاميذ الراسبين، منها الأرق وانعدام النوم،  بسبب التوتر والقلق،الذي يصيب ءالاف الطلاب الموريتانيين كل عام، هذا الضغط النفسي ينعكس على صحة المترشحين للبكالوريا أحيانا ، فيهملون تناول الوجبات الرئيسية الضرورية للجسم،كما يميل بعضهم للإنطواء والعزلة،والمشكلة هنا، أن أغلب الأسر الموريتانية، بدون وجود خبرات متراكمة في "فن التنشئة الاجتماعية الصحيحة المتوازنة"، حسب قواعد علم النفس الاجتماعي. على الأقل عند أغلب الأسر الموريتانية.

ويزداد الشعور بالإحباط والتوتر والقلق ، عند التلاميذ الذين شاركوا في امتحانات الباكالوريا عدة مرات، ولم يوفقوا، لتطارده “لعنة” الفشل ويوصم بها من محيطه الاجتماعي، وأصدقائه وجيرانه، بالعجز عن مجاراة أقرانه،.وقد شكلت "عقبة البكالوريا الكأداء" عند التلاميذ الموريتانيين هاجسا كبيرا، جعلهم يشعرون أنهم، بخوضون “حربا” ضد عدو شرس هو الباكالوريا للنجاح فيه أهمية كبيرة عند المجتمع الموريتاني، ذي الصبغة المادية الطارئة العاتية، وعند الأسر الموريتانية المأزومة اقتصاديا ومعيشيا.

وهذا الشعور بالضغط النفسي يلازم طلاب الباكالوريا في موريتانيا، خاصة مع تدني نسبة النجاح في البكتاوريا، منذ الثمانينيات، فرغم ازدياد عدد المشاركين، طلت نسبة النجاح أقل من 10%، من عدد المترشحين وعلى أمتداد أربعة عقود من الزمن، طلت خلالهل مستويات التلاميذ تشهد تدهورا مريعا عاما يعد عام، مع أنه خلال هذا العام شهدت نسبة النجاح تحسنا طفيفا، نظرا لاعتماد "شبكة التصحيح المنقطة"، كمعيار موحد للتصحيح، للحد من انطباعية بعض المصححين " الهوائيين". فوصلت نسبة النجاح هذا العام 12.6%، بينما تصل نسبة النجاح في البكالوريا في المغرب 68%، والجزائر 61%، وفي السينغال 45%.

والبكالوريا هي أهم مسابقة وطنية، بوابة الجامعة، التي تسمح للطلبة من ممارسة مشوارهم الدراسي، والتخصص في فن من فنون الحياة،إن قدر لهم الالتحاق بحامعة مكتملة لها حظ من اسمها،وشهادة معتبرة لخوض غمار مسايقات التوظيف الحكومي في القطاعين المدني والعسكري، فهي مفتاح المستقيل أمام الشباب المشاركين، وفرصة لبعض الأسر الموريتانية لتعويض الملاييين التي أنفقت خلاب السنين الماضية كرسوم دراسية للمدارس الخاصة أو الأجنبية.

كيف يفسر الأطياء النفسيون ظاهرة قلق التلاميذ الراسبين في البكالوريا

يقول الأطباء النفسيون إن قلق الطلاب جراء امتحانات الباكالوريا له تفسيرات عدة ، إلا أن “هذا القلق لا يشير بالضرورة إلى وجود مرض نفسي حاد،وإن كانت موجات القلق والتوتر النفسي، بدون تخفيف الضغوط على الجهاز العصبي، قد تسبب إن استمرت لفترة طويلة- لا قدر الله- في .حدوث اضطراب نفسي عند الطالب، فالقلق أثناء فترة الامتحانات أمر طبيعي، لأن له ما يبرره، لكن يجب أن لا يتجاوز وقته ولا نسبته المقبولة”.

”،ويقسم الخبراء النفسيون القلق إلى قسمين، “القلق الإيجابي والمحفز، الذي يجعل الطالب يحضر جيدا للامتحانات ويزيد من الجهد المبذول أثناء فترة الدراسة، والقلق السلبي يعطل صاحبه ويمنعه من التقدم أو الدراسة بحيث تتحكم الفكرة القلقة السلبية في طريقة تفكير صاحبها”،والقلق السلبي يجعل اليأس يتمكن من الطالب، وتسود لديه فكرة أنه لن ينجح مهما فعل وهنا لا فائدة من التحضير، وهو نوع من القلق المرضي والخطير، وله انعكاسات سيئة جدا على مزاج الإنسان وعلى سلوكه وعلى مردوديته”.

نصائح نفسية مهمة للمترشحين للبكالوريا وأسرهم

لمواجهة هذه الظاهرة التي بدأت تنتشر في أوساط طلاب الباكالوريا، ممن لم يوفقوا في التجاوز لعقبة البكالوريا، في العقود الأخيرة، يرى الاختصاصيون النفسيون أن على الأسر الموريتانية:

- التعامل بشكل مرن ولبق مع التلاميذ الأبناء الذين لم يوفقوا، في النجاح في  للبكالوريا هذا العام، ويراعوا نفسياتهم، عند الحديث عن الامتحانات و النجاح والرسوب حتى يساعدوا أبناءهم في الإبقاء على نفسيتهم الصلبة.

- أنه يجب التأكيد على أهمية أن يخفف أولياء الأمور الضغط النفسي على أبنائهم، لأن للضغط النفسي انعكاسات سلبية على التوازن النفسي لأبناءهم.

- كما يجب حث المترشحين للبكالوريا،الين رسبوا، على التركيز فقط على الدراسة والتحضير الجيد للبكالوريا مستقبلا.

- يجب على التلاميذ أن يدركوا أن مستقبلهم لا يرتبط حتما بالنجاح في مسابقة البكالوريا، فعليهم أن ينحتوا في الصخر، لتأمين مستقبلهم، مهما كانت العقبات،وليرضوا بما قسم الله، عز وجل، فالأمر في النهاية قدر ورزق ونصيب”.