أصحاب الغار والإسقاط على الحياة المعاصرة الحلقة (6)

كتب الدكتور المرسي محمود شولح لموقع الفكر

فى الحياة المعاصرة يتعلل بعض الناس بصوارف عن العناية بالوالدين والانشغال عنهما،ومن خلال النظرة المادية يسوق أهل الجفاء والعقوق التبريرات الصارفة عن بر الوالدين ومراعاة حقوقهما

 ومن خلال حديث أصحاب الغار لم يسمح الولد لصارف بالتغلب عليه ، ومنعه من بر والديه .

ومن دلائل ذلك ما يأتي :

طبيعة الإبن الوحيد للوالدين :

الفتى المدلل لا يتصف بالجدية ، ولا يتحمل أعباء الحياة

عن عروة بن رويم ([1])أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب ، يتشدقون في الكلام ) ([2])

والإبن الوحيد للوالدين هنا ليس مدللاً، ولا مزهواً بنفسه، وإنما هو رجل يتحمل المسئوولية ، ويفتح بيتاً، وعنده صبية صغار، ويرعى عليهم، ومع أولاده يجعل معهم والديه فيرعى لهما بالنهار، ويأوي إليهما بالليل، _بل يجعل مع الوالدين الأبناء_فنهار الرجل وليله عمل، وكفاح وتحمل للمسئوولية وتضحية .

وهذا يكشف الصورة الحقيقية للولد الواحد ، فليس مترفاً ، ولا يتحمل المسئوولية ، وليس مؤهلاً لحمل أمانة ، وتأدية رسالة، وإنما الولد الواحد رجل ، يتحمل الأعباء الجسام ، والمهام العظام .

طبيعة الانجذاب للعيال :

لم يقدم صاحب الغار على والديه أحداً في الإطعام ، ولم يقدم عليهما أهله وعياله، قال : "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " ، "وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي". لا أَغْبُق: (بفتح الهمزة وضم الباء: أي: ما كنت أقدم عليهما أحدًا في شرب نصيبهما عشاء من اللبن. والغبوق: شرب العشاء، والصبوح: شرب أول النهار. ([3]) يقال منه: غبَقت الرجل - بفتح الباء - أَغبُقه - بضمها مع فتح الهمزة - غبقًا فاغتبق. أي: سقيته عشاء فشرب. وهذا الذي ذكرته من ضبطه متفق عليه في كتب اللغة وكتب غريب الحديث والشروح. وقد يصحفه بعض مَن لا أنس له فيقول: أُغبِق بضم الهمزة وكسر الباء، وهذا غلط ([4]) ([5])

قوله ( وأهلي وعيالي ) قال الداودي : يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب ، وتعقبه ابن التين بأن الدواب لا معنى لها هنا ، قلت : إنما قال الداودي ذلك في رواية سالم "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " وهو متجه ، فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده، فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى" ([6]).

والولد لم ير أحداً أمام أبويه ، فالأبوان أخذا فكره وعقله وقلبه ، وصرفاه تماماً عما سواهما من الأبناء والأهل ، وهذا نموذج للبر وحجة على الأبناء العاقين الذين لا يرون إلا أولادهم ، ولا يرون الوالدين ، بل لا يرون إلا أهل الزوجة ولا يرون الوالدين ، وهذا من الجفاء .

ولا يعنى أخذ الوالدين فكر صاحب الغار أنه مصروف تماماً عن أهله ،ولا يعنى بحق أولاده ، وإنما هو يعنى بحق أولاده ، ولكن لا يسمح بطغيان الأولاد على الآباء ،وجور مساحة الفروع في القلوب على الأصول .

صياح الصبية :

قدم الإبن الوالدين على الأولاد ، ولم يتأثر بصياحهم وبكائهم لجوعهم .

قوله ( يتضاغون ) بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء ، وقوله : "من الجوع"، أي بسبب الجوع ، وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع ، وفى رواية موسى بن عقبة : "والصبية يتضاغون" ([7]).

وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين جوعهم ، فقيل : كان في شرعهم تقديم نفقة الأصل على غيرهم ، وقيل يحتمل أن بكاءهم ليس عن الجوع ، وقد تقدم ما يرده ، وقيل : لعلهم كانوا يطلبون زيادة على سد الرمق , وهذا أولى" ([8]).

فأطفاله لا يشكون الجوع فقط وإنما " يتضاغون " يعنى يستغيثون ولا يأتيه صراخهم من بعيد، لكنهم بين يديه وعند قدميه ، ومع ذلك آثر والديه ، فلم يتأثر ببكاء الأبناء وقدم عليهم الوالدين النائمين . والمفروض أن هناك زوجة وأماً لهؤلاء الصغار لا يرضيها ذلك الذي يحدث  لكنه ظل وفياً لقيمة البر وجعلها  فوق كل اعتبار

فلم يقدم الولد على بر والديه شيئاً ، وكان البر مبدأً لم يتنازل عنه ، ولم يفرط فيه في أشد الظروف وفى أحلك الحالات ، فقد يكون البر عند بعض الأبناء في أوقات بعينها ، وفى مناسبات خاصة ،عند الحاجة المادية للوالدبن،  وعند القدرة والاستطاعة ، وتيسر الأمور لا يتصف هؤلاء بالبر، ولا يحرصون عليه ، وهذا يتنافى مع مبدأ البر في الإسلام .

والحديث يحكى حالة أرى آليات يعمل بها من خلال ما يأتى:

_تدعيم المبادئ بما يحفظها ويحميها بكافة الأساليب والوسائل.

_تكاتف وتكامل الجهات المعنية للمحافظة على المبادئ وعدم إهدارها والتنازل عنها.

_عمل حساب لأوقات الشدة والمفاجآت والظروف الصعبة وإيجاد الحلول والبدائل

_إعانة المجتمع أصحاب الظروف الخاصة فى القيام برسالتهم

 والتوفيق بيد الله

يتبع إن شاء الله

 

 

([1])(وثقه ابن معين ، وقال الدارقطني وغيره : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : عامة حديثه مراسيل ، ويقال : سمع من أبي ثعلبة .

سير أعلام النبلاء6/138 شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

([2])رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (رقم/758)، وهذا مرسل صحيح الإسناد

([3]) كم حمل الوالدان اللبن للأبناء ،ومن جزاء الإحسان بالإحسان حمل اللبن لهما  فى الصباح والمساء

([4]) في الحياة المعاصرة يلقى بعض القائمين على الخطاب الدينى كلمات من نصوص شرعية  لا تنطق بالصورة الصحيحة ، ويلزم مراجعة كلمات كثيرة ألقيت على  الجمهور  واعتمد نطقها ـوليست كذلك

([5])المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج17/ 58

([6])فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 587 ، 588 . أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

([7]) فتح الباري 6 / 588 .

([8]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 589 .

فى الحياة المعاصرة يتعلل بعض الناس بصوارف عن العناية بالوالدين والانشغال عنهما،ومن خلال النظرة المادية يسوق أهل الجفاء والعقوق التبريرات الصارفة عن بر الوالدين ومراعاة حقوقهما

 ومن خلال حديث أصحاب الغار لم يسمح الولد لصارف بالتغلب عليه ، ومنعه من بر والديه .

ومن دلائل ذلك ما يأتي :

طبيعة الإبن الوحيد للوالدين :

الفتى المدلل لا يتصف بالجدية ، ولا يتحمل أعباء الحياة

عن عروة بن رويم ([1])أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب ، يتشدقون في الكلام ) ([2])

والإبن الوحيد للوالدين هنا ليس مدللاً، ولا مزهواً بنفسه، وإنما هو رجل يتحمل المسئوولية ، ويفتح بيتاً، وعنده صبية صغار، ويرعى عليهم، ومع أولاده يجعل معهم والديه فيرعى لهما بالنهار، ويأوي إليهما بالليل، _بل يجعل مع الوالدين الأبناء_فنهار الرجل وليله عمل، وكفاح وتحمل للمسئوولية وتضحية .

وهذا يكشف الصورة الحقيقية للولد الواحد ، فليس مترفاً ، ولا يتحمل المسئوولية ، وليس مؤهلاً لحمل أمانة ، وتأدية رسالة، وإنما الولد الواحد رجل ، يتحمل الأعباء الجسام ، والمهام العظام .

طبيعة الانجذاب للعيال :

لم يقدم صاحب الغار على والديه أحداً في الإطعام ، ولم يقدم عليهما أهله وعياله، قال : "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " ، "وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي". لا أَغْبُق: (بفتح الهمزة وضم الباء: أي: ما كنت أقدم عليهما أحدًا في شرب نصيبهما عشاء من اللبن. والغبوق: شرب العشاء، والصبوح: شرب أول النهار. ([3]) يقال منه: غبَقت الرجل - بفتح الباء - أَغبُقه - بضمها مع فتح الهمزة - غبقًا فاغتبق. أي: سقيته عشاء فشرب. وهذا الذي ذكرته من ضبطه متفق عليه في كتب اللغة وكتب غريب الحديث والشروح. وقد يصحفه بعض مَن لا أنس له فيقول: أُغبِق بضم الهمزة وكسر الباء، وهذا غلط ([4]) ([5])

قوله ( وأهلي وعيالي ) قال الداودي : يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب ، وتعقبه ابن التين بأن الدواب لا معنى لها هنا ، قلت : إنما قال الداودي ذلك في رواية سالم "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " وهو متجه ، فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده، فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى" ([6]).

والولد لم ير أحداً أمام أبويه ، فالأبوان أخذا فكره وعقله وقلبه ، وصرفاه تماماً عما سواهما من الأبناء والأهل ، وهذا نموذج للبر وحجة على الأبناء العاقين الذين لا يرون إلا أولادهم ، ولا يرون الوالدين ، بل لا يرون إلا أهل الزوجة ولا يرون الوالدين ، وهذا من الجفاء .

ولا يعنى أخذ الوالدين فكر صاحب الغار أنه مصروف تماماً عن أهله ،ولا يعنى بحق أولاده ، وإنما هو يعنى بحق أولاده ، ولكن لا يسمح بطغيان الأولاد على الآباء ،وجور مساحة الفروع في القلوب على الأصول .

صياح الصبية :

قدم الإبن الوالدين على الأولاد ، ولم يتأثر بصياحهم وبكائهم لجوعهم .

قوله ( يتضاغون ) بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء ، وقوله : "من الجوع"، أي بسبب الجوع ، وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع ، وفى رواية موسى بن عقبة : "والصبية يتضاغون" ([7]).

وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين جوعهم ، فقيل : كان في شرعهم تقديم نفقة الأصل على غيرهم ، وقيل يحتمل أن بكاءهم ليس عن الجوع ، وقد تقدم ما يرده ، وقيل : لعلهم كانوا يطلبون زيادة على سد الرمق , وهذا أولى" ([8]).

فأطفاله لا يشكون الجوع فقط وإنما " يتضاغون " يعنى يستغيثون ولا يأتيه صراخهم من بعيد، لكنهم بين يديه وعند قدميه ، ومع ذلك آثر والديه ، فلم يتأثر ببكاء الأبناء وقدم عليهم الوالدين النائمين . والمفروض أن هناك زوجة وأماً لهؤلاء الصغار لا يرضيها ذلك الذي يحدث  لكنه ظل وفياً لقيمة البر وجعلها  فوق كل اعتبار

فلم يقدم الولد على بر والديه شيئاً ، وكان البر مبدأً لم يتنازل عنه ، ولم يفرط فيه في أشد الظروف وفى أحلك الحالات ، فقد يكون البر عند بعض الأبناء في أوقات بعينها ، وفى مناسبات خاصة ،عند الحاجة المادية للوالدبن،  وعند القدرة والاستطاعة ، وتيسر الأمور لا يتصف هؤلاء بالبر، ولا يحرصون عليه ، وهذا يتنافى مع مبدأ البر في الإسلام .

والحديث يحكى حالة أرى آليات يعمل بها من خلال ما يأتى:

_تدعيم المبادئ بما يحفظها ويحميها بكافة الأساليب والوسائل.

_تكاتف وتكامل الجهات المعنية للمحافظة على المبادئ وعدم إهدارها والتنازل عنها.

_عمل حساب لأوقات الشدة والمفاجآت والظروف الصعبة وإيجاد الحلول والبدائل

_إعانة المجتمع أصحاب الظروف الخاصة فى القيام برسالتهم

 والتوفيق بيد الله

يتبع إن شاء الله

 

 

([1])(وثقه ابن معين ، وقال الدارقطني وغيره : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : عامة حديثه مراسيل ، ويقال : سمع من أبي ثعلبة .

سير أعلام النبلاء6/138 شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

([2])رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (رقم/758)، وهذا مرسل صحيح الإسناد

([3]) كم حمل الوالدان اللبن للأبناء ،ومن جزاء الإحسان بالإحسان حمل اللبن لهما  فى الصباح والمساء

([4]) في الحياة المعاصرة يلقى بعض القائمين على الخطاب الدينى كلمات من نصوص شرعية  لا تنطق بالصورة الصحيحة ، ويلزم مراجعة كلمات كثيرة ألقيت على  الجمهور  واعتمد نطقها ـوليست كذلك

([5])المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج17/ 58

([6])فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 587 ، 588 . أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

([7]) فتح الباري 6 / 588 .

([8]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 589 .

فى الحياة المعاصرة يتعلل بعض الناس بصوارف عن العناية بالوالدين والانشغال عنهما،ومن خلال النظرة المادية يسوق أهل الجفاء والعقوق التبريرات الصارفة عن بر الوالدين ومراعاة حقوقهما

 ومن خلال حديث أصحاب الغار لم يسمح الولد لصارف بالتغلب عليه ، ومنعه من بر والديه .

ومن دلائل ذلك ما يأتي :

طبيعة الإبن الوحيد للوالدين :

الفتى المدلل لا يتصف بالجدية ، ولا يتحمل أعباء الحياة

عن عروة بن رويم ([1])أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب ، يتشدقون في الكلام ) ([2])

والإبن الوحيد للوالدين هنا ليس مدللاً، ولا مزهواً بنفسه، وإنما هو رجل يتحمل المسئوولية ، ويفتح بيتاً، وعنده صبية صغار، ويرعى عليهم، ومع أولاده يجعل معهم والديه فيرعى لهما بالنهار، ويأوي إليهما بالليل، _بل يجعل مع الوالدين الأبناء_فنهار الرجل وليله عمل، وكفاح وتحمل للمسئوولية وتضحية .

وهذا يكشف الصورة الحقيقية للولد الواحد ، فليس مترفاً ، ولا يتحمل المسئوولية ، وليس مؤهلاً لحمل أمانة ، وتأدية رسالة، وإنما الولد الواحد رجل ، يتحمل الأعباء الجسام ، والمهام العظام .

طبيعة الانجذاب للعيال :

لم يقدم صاحب الغار على والديه أحداً في الإطعام ، ولم يقدم عليهما أهله وعياله، قال : "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " ، "وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي". لا أَغْبُق: (بفتح الهمزة وضم الباء: أي: ما كنت أقدم عليهما أحدًا في شرب نصيبهما عشاء من اللبن. والغبوق: شرب العشاء، والصبوح: شرب أول النهار. ([3]) يقال منه: غبَقت الرجل - بفتح الباء - أَغبُقه - بضمها مع فتح الهمزة - غبقًا فاغتبق. أي: سقيته عشاء فشرب. وهذا الذي ذكرته من ضبطه متفق عليه في كتب اللغة وكتب غريب الحديث والشروح. وقد يصحفه بعض مَن لا أنس له فيقول: أُغبِق بضم الهمزة وكسر الباء، وهذا غلط ([4]) ([5])

قوله ( وأهلي وعيالي ) قال الداودي : يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب ، وتعقبه ابن التين بأن الدواب لا معنى لها هنا ، قلت : إنما قال الداودي ذلك في رواية سالم "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " وهو متجه ، فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده، فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى" ([6]).

والولد لم ير أحداً أمام أبويه ، فالأبوان أخذا فكره وعقله وقلبه ، وصرفاه تماماً عما سواهما من الأبناء والأهل ، وهذا نموذج للبر وحجة على الأبناء العاقين الذين لا يرون إلا أولادهم ، ولا يرون الوالدين ، بل لا يرون إلا أهل الزوجة ولا يرون الوالدين ، وهذا من الجفاء .

ولا يعنى أخذ الوالدين فكر صاحب الغار أنه مصروف تماماً عن أهله ،ولا يعنى بحق أولاده ، وإنما هو يعنى بحق أولاده ، ولكن لا يسمح بطغيان الأولاد على الآباء ،وجور مساحة الفروع في القلوب على الأصول .

صياح الصبية :

قدم الإبن الوالدين على الأولاد ، ولم يتأثر بصياحهم وبكائهم لجوعهم .

قوله ( يتضاغون ) بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء ، وقوله : "من الجوع"، أي بسبب الجوع ، وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع ، وفى رواية موسى بن عقبة : "والصبية يتضاغون" ([7]).

وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين جوعهم ، فقيل : كان في شرعهم تقديم نفقة الأصل على غيرهم ، وقيل يحتمل أن بكاءهم ليس عن الجوع ، وقد تقدم ما يرده ، وقيل : لعلهم كانوا يطلبون زيادة على سد الرمق , وهذا أولى" ([8]).

فأطفاله لا يشكون الجوع فقط وإنما " يتضاغون " يعنى يستغيثون ولا يأتيه صراخهم من بعيد، لكنهم بين يديه وعند قدميه ، ومع ذلك آثر والديه ، فلم يتأثر ببكاء الأبناء وقدم عليهم الوالدين النائمين . والمفروض أن هناك زوجة وأماً لهؤلاء الصغار لا يرضيها ذلك الذي يحدث  لكنه ظل وفياً لقيمة البر وجعلها  فوق كل اعتبار

فلم يقدم الولد على بر والديه شيئاً ، وكان البر مبدأً لم يتنازل عنه ، ولم يفرط فيه في أشد الظروف وفى أحلك الحالات ، فقد يكون البر عند بعض الأبناء في أوقات بعينها ، وفى مناسبات خاصة ،عند الحاجة المادية للوالدبن،  وعند القدرة والاستطاعة ، وتيسر الأمور لا يتصف هؤلاء بالبر، ولا يحرصون عليه ، وهذا يتنافى مع مبدأ البر في الإسلام .

والحديث يحكى حالة أرى آليات يعمل بها من خلال ما يأتى:

_تدعيم المبادئ بما يحفظها ويحميها بكافة الأساليب والوسائل.

_تكاتف وتكامل الجهات المعنية للمحافظة على المبادئ وعدم إهدارها والتنازل عنها.

_عمل حساب لأوقات الشدة والمفاجآت والظروف الصعبة وإيجاد الحلول والبدائل

_إعانة المجتمع أصحاب الظروف الخاصة فى القيام برسالتهم

 والتوفيق بيد الله

يتبع إن شاء الله

 

 

([1])(وثقه ابن معين ، وقال الدارقطني وغيره : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : عامة حديثه مراسيل ، ويقال : سمع من أبي ثعلبة .

سير أعلام النبلاء6/138 شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

([2])رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (رقم/758)، وهذا مرسل صحيح الإسناد

([3]) كم حمل الوالدان اللبن للأبناء ،ومن جزاء الإحسان بالإحسان حمل اللبن لهما  فى الصباح والمساء

([4]) في الحياة المعاصرة يلقى بعض القائمين على الخطاب الدينى كلمات من نصوص شرعية  لا تنطق بالصورة الصحيحة ، ويلزم مراجعة كلمات كثيرة ألقيت على  الجمهور  واعتمد نطقها ـوليست كذلك

([5])المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج17/ 58

([6])فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 587 ، 588 . أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

([7]) فتح الباري 6 / 588 .

([8]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 589 .

فى الحياة المعاصرة يتعلل بعض الناس بصوارف عن العناية بالوالدين والانشغال عنهما،ومن خلال النظرة المادية يسوق أهل الجفاء والعقوق التبريرات الصارفة عن بر الوالدين ومراعاة حقوقهما

 ومن خلال حديث أصحاب الغار لم يسمح الولد لصارف بالتغلب عليه ، ومنعه من بر والديه .

ومن دلائل ذلك ما يأتي :

طبيعة الإبن الوحيد للوالدين :

الفتى المدلل لا يتصف بالجدية ، ولا يتحمل أعباء الحياة

عن عروة بن رويم ([1])أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب ، يتشدقون في الكلام ) ([2])

والإبن الوحيد للوالدين هنا ليس مدللاً، ولا مزهواً بنفسه، وإنما هو رجل يتحمل المسئوولية ، ويفتح بيتاً، وعنده صبية صغار، ويرعى عليهم، ومع أولاده يجعل معهم والديه فيرعى لهما بالنهار، ويأوي إليهما بالليل، _بل يجعل مع الوالدين الأبناء_فنهار الرجل وليله عمل، وكفاح وتحمل للمسئوولية وتضحية .

وهذا يكشف الصورة الحقيقية للولد الواحد ، فليس مترفاً ، ولا يتحمل المسئوولية ، وليس مؤهلاً لحمل أمانة ، وتأدية رسالة، وإنما الولد الواحد رجل ، يتحمل الأعباء الجسام ، والمهام العظام .

طبيعة الانجذاب للعيال :

لم يقدم صاحب الغار على والديه أحداً في الإطعام ، ولم يقدم عليهما أهله وعياله، قال : "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " ، "وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي". لا أَغْبُق: (بفتح الهمزة وضم الباء: أي: ما كنت أقدم عليهما أحدًا في شرب نصيبهما عشاء من اللبن. والغبوق: شرب العشاء، والصبوح: شرب أول النهار. ([3]) يقال منه: غبَقت الرجل - بفتح الباء - أَغبُقه - بضمها مع فتح الهمزة - غبقًا فاغتبق. أي: سقيته عشاء فشرب. وهذا الذي ذكرته من ضبطه متفق عليه في كتب اللغة وكتب غريب الحديث والشروح. وقد يصحفه بعض مَن لا أنس له فيقول: أُغبِق بضم الهمزة وكسر الباء، وهذا غلط ([4]) ([5])

قوله ( وأهلي وعيالي ) قال الداودي : يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب ، وتعقبه ابن التين بأن الدواب لا معنى لها هنا ، قلت : إنما قال الداودي ذلك في رواية سالم "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " وهو متجه ، فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده، فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى" ([6]).

والولد لم ير أحداً أمام أبويه ، فالأبوان أخذا فكره وعقله وقلبه ، وصرفاه تماماً عما سواهما من الأبناء والأهل ، وهذا نموذج للبر وحجة على الأبناء العاقين الذين لا يرون إلا أولادهم ، ولا يرون الوالدين ، بل لا يرون إلا أهل الزوجة ولا يرون الوالدين ، وهذا من الجفاء .

ولا يعنى أخذ الوالدين فكر صاحب الغار أنه مصروف تماماً عن أهله ،ولا يعنى بحق أولاده ، وإنما هو يعنى بحق أولاده ، ولكن لا يسمح بطغيان الأولاد على الآباء ،وجور مساحة الفروع في القلوب على الأصول .

صياح الصبية :

قدم الإبن الوالدين على الأولاد ، ولم يتأثر بصياحهم وبكائهم لجوعهم .

قوله ( يتضاغون ) بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء ، وقوله : "من الجوع"، أي بسبب الجوع ، وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع ، وفى رواية موسى بن عقبة : "والصبية يتضاغون" ([7]).

وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين جوعهم ، فقيل : كان في شرعهم تقديم نفقة الأصل على غيرهم ، وقيل يحتمل أن بكاءهم ليس عن الجوع ، وقد تقدم ما يرده ، وقيل : لعلهم كانوا يطلبون زيادة على سد الرمق , وهذا أولى" ([8]).

فأطفاله لا يشكون الجوع فقط وإنما " يتضاغون " يعنى يستغيثون ولا يأتيه صراخهم من بعيد، لكنهم بين يديه وعند قدميه ، ومع ذلك آثر والديه ، فلم يتأثر ببكاء الأبناء وقدم عليهم الوالدين النائمين . والمفروض أن هناك زوجة وأماً لهؤلاء الصغار لا يرضيها ذلك الذي يحدث  لكنه ظل وفياً لقيمة البر وجعلها  فوق كل اعتبار

فلم يقدم الولد على بر والديه شيئاً ، وكان البر مبدأً لم يتنازل عنه ، ولم يفرط فيه في أشد الظروف وفى أحلك الحالات ، فقد يكون البر عند بعض الأبناء في أوقات بعينها ، وفى مناسبات خاصة ،عند الحاجة المادية للوالدبن،  وعند القدرة والاستطاعة ، وتيسر الأمور لا يتصف هؤلاء بالبر، ولا يحرصون عليه ، وهذا يتنافى مع مبدأ البر في الإسلام .

والحديث يحكى حالة أرى آليات يعمل بها من خلال ما يأتى:

_تدعيم المبادئ بما يحفظها ويحميها بكافة الأساليب والوسائل.

_تكاتف وتكامل الجهات المعنية للمحافظة على المبادئ وعدم إهدارها والتنازل عنها.

_عمل حساب لأوقات الشدة والمفاجآت والظروف الصعبة وإيجاد الحلول والبدائل

_إعانة المجتمع أصحاب الظروف الخاصة فى القيام برسالتهم

 والتوفيق بيد الله

يتبع إن شاء الله

 

 

([1])(وثقه ابن معين ، وقال الدارقطني وغيره : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : عامة حديثه مراسيل ، ويقال : سمع من أبي ثعلبة .

سير أعلام النبلاء6/138 شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

([2])رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (رقم/758)، وهذا مرسل صحيح الإسناد

([3]) كم حمل الوالدان اللبن للأبناء ،ومن جزاء الإحسان بالإحسان حمل اللبن لهما  فى الصباح والمساء

([4]) في الحياة المعاصرة يلقى بعض القائمين على الخطاب الدينى كلمات من نصوص شرعية  لا تنطق بالصورة الصحيحة ، ويلزم مراجعة كلمات كثيرة ألقيت على  الجمهور  واعتمد نطقها ـوليست كذلك

([5])المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج17/ 58

([6])فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 587 ، 588 . أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

([7]) فتح الباري 6 / 588 .

([8]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 589 .

فى الحياة المعاصرة يتعلل بعض الناس بصوارف عن العناية بالوالدين والانشغال عنهما،ومن خلال النظرة المادية يسوق أهل الجفاء والعقوق التبريرات الصارفة عن بر الوالدين ومراعاة حقوقهما

 ومن خلال حديث أصحاب الغار لم يسمح الولد لصارف بالتغلب عليه ، ومنعه من بر والديه .

ومن دلائل ذلك ما يأتي :

طبيعة الإبن الوحيد للوالدين :

الفتى المدلل لا يتصف بالجدية ، ولا يتحمل أعباء الحياة

عن عروة بن رويم ([1])أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ، همتهم ألوان الطعام ، وألوان الثياب ، يتشدقون في الكلام ) ([2])

والإبن الوحيد للوالدين هنا ليس مدللاً، ولا مزهواً بنفسه، وإنما هو رجل يتحمل المسئوولية ، ويفتح بيتاً، وعنده صبية صغار، ويرعى عليهم، ومع أولاده يجعل معهم والديه فيرعى لهما بالنهار، ويأوي إليهما بالليل، _بل يجعل مع الوالدين الأبناء_فنهار الرجل وليله عمل، وكفاح وتحمل للمسئوولية وتضحية .

وهذا يكشف الصورة الحقيقية للولد الواحد ، فليس مترفاً ، ولا يتحمل المسئوولية ، وليس مؤهلاً لحمل أمانة ، وتأدية رسالة، وإنما الولد الواحد رجل ، يتحمل الأعباء الجسام ، والمهام العظام .

طبيعة الانجذاب للعيال :

لم يقدم صاحب الغار على والديه أحداً في الإطعام ، ولم يقدم عليهما أهله وعياله، قال : "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " ، "وكنت لا أسقيهم حتى يشرب أبواي". لا أَغْبُق: (بفتح الهمزة وضم الباء: أي: ما كنت أقدم عليهما أحدًا في شرب نصيبهما عشاء من اللبن. والغبوق: شرب العشاء، والصبوح: شرب أول النهار. ([3]) يقال منه: غبَقت الرجل - بفتح الباء - أَغبُقه - بضمها مع فتح الهمزة - غبقًا فاغتبق. أي: سقيته عشاء فشرب. وهذا الذي ذكرته من ضبطه متفق عليه في كتب اللغة وكتب غريب الحديث والشروح. وقد يصحفه بعض مَن لا أنس له فيقول: أُغبِق بضم الهمزة وكسر الباء، وهذا غلط ([4]) ([5])

قوله ( وأهلي وعيالي ) قال الداودي : يريد بذلك الزوجة والأولاد والرقيق والدواب ، وتعقبه ابن التين بأن الدواب لا معنى لها هنا ، قلت : إنما قال الداودي ذلك في رواية سالم "وكنت لا أغبق قبلهما أهلاً ولا مالاً " وهو متجه ، فإنه إذا كان لا يقدم عليهما أولاده، فكذلك لا يقدم عليهما دوابه من باب الأولى" ([6]).

والولد لم ير أحداً أمام أبويه ، فالأبوان أخذا فكره وعقله وقلبه ، وصرفاه تماماً عما سواهما من الأبناء والأهل ، وهذا نموذج للبر وحجة على الأبناء العاقين الذين لا يرون إلا أولادهم ، ولا يرون الوالدين ، بل لا يرون إلا أهل الزوجة ولا يرون الوالدين ، وهذا من الجفاء .

ولا يعنى أخذ الوالدين فكر صاحب الغار أنه مصروف تماماً عن أهله ،ولا يعنى بحق أولاده ، وإنما هو يعنى بحق أولاده ، ولكن لا يسمح بطغيان الأولاد على الآباء ،وجور مساحة الفروع في القلوب على الأصول .

صياح الصبية :

قدم الإبن الوالدين على الأولاد ، ولم يتأثر بصياحهم وبكائهم لجوعهم .

قوله ( يتضاغون ) بالمعجمتين والضغاء بالمد الصياح ببكاء ، وقوله : "من الجوع"، أي بسبب الجوع ، وفيه رد على من قال لعل الصياح كان بسبب غير الجوع ، وفى رواية موسى بن عقبة : "والصبية يتضاغون" ([7]).

وقد استشكل تركه أولاده الصغار يبكون من الجوع طول ليلتهما مع قدرته على تسكين جوعهم ، فقيل : كان في شرعهم تقديم نفقة الأصل على غيرهم ، وقيل يحتمل أن بكاءهم ليس عن الجوع ، وقد تقدم ما يرده ، وقيل : لعلهم كانوا يطلبون زيادة على سد الرمق , وهذا أولى" ([8]).

فأطفاله لا يشكون الجوع فقط وإنما " يتضاغون " يعنى يستغيثون ولا يأتيه صراخهم من بعيد، لكنهم بين يديه وعند قدميه ، ومع ذلك آثر والديه ، فلم يتأثر ببكاء الأبناء وقدم عليهم الوالدين النائمين . والمفروض أن هناك زوجة وأماً لهؤلاء الصغار لا يرضيها ذلك الذي يحدث  لكنه ظل وفياً لقيمة البر وجعلها  فوق كل اعتبار

فلم يقدم الولد على بر والديه شيئاً ، وكان البر مبدأً لم يتنازل عنه ، ولم يفرط فيه في أشد الظروف وفى أحلك الحالات ، فقد يكون البر عند بعض الأبناء في أوقات بعينها ، وفى مناسبات خاصة ،عند الحاجة المادية للوالدبن،  وعند القدرة والاستطاعة ، وتيسر الأمور لا يتصف هؤلاء بالبر، ولا يحرصون عليه ، وهذا يتنافى مع مبدأ البر في الإسلام .

والحديث يحكى حالة أرى آليات يعمل بها من خلال ما يأتى:

_تدعيم المبادئ بما يحفظها ويحميها بكافة الأساليب والوسائل.

_تكاتف وتكامل الجهات المعنية للمحافظة على المبادئ وعدم إهدارها والتنازل عنها.

_عمل حساب لأوقات الشدة والمفاجآت والظروف الصعبة وإيجاد الحلول والبدائل

_إعانة المجتمع أصحاب الظروف الخاصة فى القيام برسالتهم

 والتوفيق بيد الله

يتبع إن شاء الله

 

 

([1])(وثقه ابن معين ، وقال الدارقطني وغيره : لا بأس به ، وقال أبو حاتم : عامة حديثه مراسيل ، ويقال : سمع من أبي ثعلبة .

سير أعلام النبلاء6/138 شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

([2])رواه عبد الله بن المبارك في " الزهد " (رقم/758)، وهذا مرسل صحيح الإسناد

([3]) كم حمل الوالدان اللبن للأبناء ،ومن جزاء الإحسان بالإحسان حمل اللبن لهما  فى الصباح والمساء

([4]) في الحياة المعاصرة يلقى بعض القائمين على الخطاب الدينى كلمات من نصوص شرعية  لا تنطق بالصورة الصحيحة ، ويلزم مراجعة كلمات كثيرة ألقيت على  الجمهور  واعتمد نطقها ـوليست كذلك

([5])المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج17/ 58

([6])فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 587 ، 588 . أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

([7]) فتح الباري 6 / 588 .

([8]) فتح الباري بشرح صحيح البخاري 6 / 589 .