كثيرا ما حدث الشيخ بداه ولد البصير أمير الناصحين، بهذه القصة في مجلسه العامر، وهي قصة مشهورة حدث بها مرارا بداه نفسه، فاستدعاءه جاء بعد أن بعث إليه الرئيس بوزير الشؤون الإسلامية ساعتها عبدالعزيز ولد أحمد ولد عبد العزيز ولد الشيخ محمد المامي، ومعه سيارة وحين جاءه فقال له الوزير "أنا وأنت يريدنا الرئيس".
فقال له " اياك خير ؟ ".
فرد عليه: " أنت كثيرا ما تطلب لقاء الرئيس ولقاء الرئيس صعب، الآن الرئيس هو الذي يريد لقاءك ". فذهب بداه معه وحين وصلوا إليه وجدوا أمامهم بعض أعضاء اللجنة العسكرية ودخلوا في قاعة انتظار ليس فيها أحد، وأغلقها الوزير دونه قليلا وعاد إليه وقال له "تفضل الرئيس يطلبك" وحين دخل على الرئيس لم يجد أعضاء اللجنة الذين كانوا معه، وقال له الرئيس "الأمام ألم أقل لك أني أعتبرك مستشارا؛ وبالتالي ما ستقولونه يجب أن تنسقوا معي فيه، أو تنسقوا فيه مع وزارة الاعلام والخارجية؛ لأن الدولة يلزم أن تتحد سياستها، فالتفت بداه إلى وزير الشؤون الإسلامية وقال: "الوزير هل شهدت على أن الرئيس قال أني مستشارا له، وهذا يعني أنني وقت ما أردت لقاءه أجده".
وفطن الرئيس هيدالة أن بداه ربما لا يرغب في الحديث معه بحضور الوزير فأعطى الرئيس إشارة للوزير بالمغادرة، فخرج الوزير وقال بداه للرئيس: "محمد خونا هذا المقعد الذي تجلس عليه أنا أحق منك بيه؛ لأني منذ 30 سنة أعمل لصالح البلد، قبل أن تدخل أنت إلى المؤسسة العسكرية".
فقال الرئيس بصدر رحب "صحيح والله، تفضلوا واجلسوا على الكرسي".
فقال له بداه "لا، دعك في مكانك" فقام الرئيس وجلس على كرسي آخر بجانبه فأكد بداه على الرئيس أنه لا يرغب في الإمامة ولا يخاف في الله لومة لائم وقال له "إن أردتم أخذ المنبر فخذوه وأنا مستقيل منه".
فقال له الرئيس "لا لا تستقل منه، وليس باستطاعة أحد أن يقول لك شيئا، ولكم كامل الحرية فيما تقومون به، استودعك الله".
هذه القصة رواها لنا بداه مرارا وتكرارا أحيانا في جماعة قليلة وأحيانا في جماعة كبيرة، فرحمة الله على أمير الناصحين.