سقوط الأكاذيب...(التعريب وإشكالية توفر المراجع)
سخيفة حقا وواهية تلك المبررات التي يسوقها أذناب الفرنكفونية وانصار فرنسة التعليم، في سبيل الدفاع عن جريمة الابقاء على تعليم اطفالنا بلغة أجنبية دخيلة..
وسنأخذ إشكالية عدم توفر المراجع العلمية باللغة العربية، كمثال على هذه الألاعيب..
هذه المغالطة الطريفة، قد تنطلي على العامة الذين يسهل الشغب عليهم بالمفرقعات واطلاق الالفاظ العمومية الفارغة دون تدقيق او دخول في التفاصيل، لكنها لاتنطلي على ابسط مطلع على المناهج العلمية المقررة..
اولا لابد من التأكيد في البداية اننا حين نتحدث عن تعريب المواد العلمية، فنحن نتحدث اساسا عن المراحل الثلاثة الاولى (الابتدائية والاعدادية والثانوية)،
وهذه المراحل هي كل شيء تقريبا في المسيرة التعليمية، حيث يتلقى فيها التلميذ اساسيات تكوينه العلمي والحضاري، ويتبلور فيها مدى استيعابه ومدى قدراته العلمية ومدى وعيه الكلي بالاشياء،
أما المرحلة الجامعية فأمر آخر، وهي مجرد نتاج للمراحل الاولى...
حين نلقي نظرة فاحصة على المواد العلمية التي تدرس في المناهج التعليمية سنقسمها الى قسمين:
1-المواد العلمية بصيغتها النظرية البحتة، على غرار الفيزياء والكيمياء والرياضيات والعلوم الطبيعية(البيولوجيا والجيولوجيا)..وهذه هي التي تدرس في المراحل الاولى المذكورة ولايُدرس غيرها...
هذه العلوم طبعا صارت شبه ثابتة فيما يتعلق بارتباط نظرياتها بالمناهج الدراسية، ولاتحتاج لاكتشافات ولا لمراجع جديدة ..لن نقول ان البحث فيها قد توقف، لكن ارتباطها بالمناهج الدراسية صار شبه متوقف..
تقتصر مناهج الفيزياء في التعليم الآن تقريبا على الفيزياء التقليدية(فيزياء انيوتن)، وتاريخ هذه الفيزياء معروف، حتى النظرية النسبية التي اعقبتها وقلبت مبادئها راسا على عقب ، وكذلك "ميكانيكا الكم" يعود تاسيسهما الى بدايات القرن العشرين...ونفس الشيء ينطبق على الكيمياء والجيولوجيا تقريبا.
.أما الرياضيات فقد تساءل أحد الباحثين فيها ذات يوم هل يمكن ان نطلق عليها (العلم الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)، مفترضا أنه لو بُعث أحد الرياضيين في عهد اقليدس او ارسطو وجاء الى مدرج في جامعة حديثة او ثانوية، لامكنه مواصلة تقديم دروسه دون أن يحس أحد بانتمائه الزمني...
إذا لاتتعدى قضية توفر المراجع العلمية في الثانوية محاولة حبك مغالطة طيبة لكنها لاتنافس..تتوفر الآن آلاف وملايين الكتب والمراجع العربية(الاردنية والسورية والمغربية والعراقية والمصرية والجزائرية..) في الرياضيات والفيزياء والكيمياء والبيولوجيا والجيولوجيا....شخصيا اتذكر في سنة الباكلوريا كيف كنا نستعين بسلسلة "ديما ديما" العربية المغربية في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء.. وكيف كان أهل شعبة الرياضيات الفرنسية، يستيعون بالكتب التونسية والفرنسية، وعند صدور نتائج الباكلوريا لاحاجة للتذكير(الحاصل على اكبر معدل في تلك الشعبة لم يكن يتجاوز 11 او 12)...
ليس هناك اي فرق بين رياضيات سوريا والاردن وبين رياضيات فرنسا او انجلترا..
الرياضيات هي الرياضيات وقد تم حبك نظرياتها وإدخالها الى المناهج التعليمية منذ عقود طويلة، وتمت طباعة كتبها بمختلف اللغات والالسن، وينطبق نفس الشيء على الفيزياء النظرية والكيمياء والجيولوجيا.....
يتواصل.....
#درسني_بلغتي
أحمد حمنيه