التعليم والإدارة فى موريتانيا يجب أن يكون بالعربية/ يحظيه بن أبن

شكراً على الفرصة، وأعتذر عن التأخر فى الجواب لأننى مسافر.

بالنسبة لما كتب السيد كان لا يستحق النقاش بل الاستنكار فقط لأنه ينم عن حقد لم يستطع إخفاءه.

لتوضيح مواقفى فى موضوع النقاش وبدون ابراكماتية :

1.كل لسان( أي لغة) هو آية من آيات الله وفقاً للآية الكريمة "ومن آياته ...... واختلاف ألسنتكم...) ونفس الشيء اختلاف ألواننا كما فى نفس الآية.

وعندما نقول آية معناه معجزة وهذه عقيدتى ويجب أن تكون عقيدة كل مسلم وعليه يجب الإعجاب وليس الاحترام فقط بكل اللغات بدون استثناء.

2.اللغة العربية تجملت و ارتفعت باختيار الله لها لمخاطبة رسوله صلى الله عليه وسلم و كل البشرية بآخر وخاتم كتبه جل وعلا.

فمحبة القرآن و الشوق الى سماعه وتلاوته و تدبره والتحليق فى معانيه العظيمة توجب محبة هذه اللغة و السعى إلى تعلمها أكثر من أى لغة أخرى .

فنحن مثلا نسوق أكثر المبررات لتعلم اللغات الأجنبية بما فى ذلك الفرنسية والإنجليزية بأمور دنيوية فى الغالب.

وهذا لا يعنى أبدا أن معرفتها (أعنى العربية) شرط للانتماء للمسلمين لكنها رافعة سريعة لهم لتدبر كلام الله وتدارسه على أقل تقدير.

ولذلك تاريخياً من طوّر هذه اللغة ونظم قواعدها ليس العرب بل المسلمون العجم، غالباً، وذلك محبة فى القرآن وعلومه.

وتاريخيا لم يفرض العرب المسلمون هذه اللغة على أي أخوة جدد فى الدين بل تلقوها هؤلاء بالحب والاحتضان، وهذا واضح بمحافظة هذه الشعوب على لغاتها ولهجاتها بعد خضوعها للإسلام مثل الأكراد والفرس و الأتراك والبربر و الفلان والسوننكى، وأكرر لكنهم جميعا أحبوها.

3.ملاحظة ، كره ومحاربة اللغة العربية من قبل بعض نخب الأقليات الغير عربية ينتشر فقط فى المنطقة العربية التى استعمرتها فرنسا بالذات مثل دول المغرب العربى ، السبب؟

فهى محبوبة فى السنغال ومالى ونيجيريا ويتعلمها المسلمون فى هذه الدول وفى غيرها.

4.اللغة العربية لغة متكاملة ومتطورة بقواعدها وبمناهجها و قد جربت فى تدريس العلوم التقنية الحديثة فى بلاد المشرق العربى وأعطت نتائج باهرة وآخر دليل على ذلك اللاجئون السوريون الذين قدموا إلى أروبا فقد فاجأوا السلطات المحلية بمهنيتهم وتكوينهم الفنى العالى رغم ضعفهم فى اللغات الأجنبية والظروف القاسية التى كانوا فيها.

الآن أعود إلى الموضوع محليا:

5.أكثر ما يزعجنى كمواطن موريتانى هو التحطيم المتبادل للغاتنا الوطنية من بعض نخبنا و أكثر منه إزعاجا وبكل صراحة زهد بعض نخب إخوتنا من غير العرب فى ليس العربية فقط بل لغاتهم هم فى مقابل اللغة الفرنسية! هذا مزعج حقيقة .

وتصورى أن أكثر شيء تعانى منه القارة الأفريقية هو احتقار شعوبها لذواتهم ،تاريخهم ،ثقافاتهم ولغاتهم!

لماذا لا ينادى مثلا الفلان بجعل لغتهم الأم لغة تدريس و تتطور ليس فى موريتانيا بل فى كل القارة؟ ونفس الشء السنونكية؟

والغريب أن مثقفين وسياسيين يدافعون عن الفرنسية كمنقذ لهم من التهميش والتخلف ولا يكلفون أنفسهم تطوير هذه اللغات مثل ما طور المالطيون والاسلانديون والاستونيون و اللتوانيون و المجريون والملاويون وغيرهم كثير لغاتهم إلى أن وصلوا إلى التدريس بها والإدارة بها رغم محدودية استعمالها.

هذه خيانة تاريخية لن تغفرها الأجيال القادمة لنخب العار هؤلاء.

6.باختصار التعليم والإدارة فى موريتانيا يجب أن يكون بالعربية و المسارعة إلى تطوير لغاتنا الأخرى حتى نتمكن من التدريس بها فى مراحل من التعليم وليس تعلمها فقط ، بل إلى أن تدخل الإدارة يوماً ما ونكون القدوة لدول المنطقة فى هذا المشروع ، وأن يتقن كل موريتانى لغة وطنية ثانية فضلا عن اللغة العربية.

ملاحظة: البيظان فى روصو يتقنون الولفية و فى لبراكنه البولارية وفى كيديماغا السوننكية وفى الحوض الشرقى البنبارية ويتكلمون اللغات المحلية فى كل افريقيا دون أن يفضلوا عليها اللغة الفرنسية الجميلة العالمية بل الغالب أنهم لا يستطيعون تركيب جملة منها ونفس الشيء بالنسبة لغير العرب يتكلمون الحسانية فى غالبية الولايات وبدون ضجيج ، فالأمور تسير بانسياب ما لم يتدخل المتثقفون العنصريون من الأطراف كلها ، وتعليمنا الحالى يصطنع الحواجز بين هذه المكونات و يبعد بعضها عن بعض بالتركيز على اللغة الفرنسية.

7.اللغات الأجنبية: تعلم اللغات الحية و التى للمرء احتكاك بأهلها ضرورة و مفيد على المستوى الخاص، أما على المستوى العام الوطنى فيجب حصر أمرها فى تعلمها وليس التعلم بها، فهى لقوة من يقف وراءها تقضى على البرنامج السابق إذا تركت تزاحمه، تماما مثل ما يقضى استيراد المواد الاستهلاكية على إنتاجها محليا و يجب ترك موضوعها للأخصايين ، ويبرمج إتقان بعضها للتلاميذ الذين يتابعون دراستهم فى التعليم العالى و التخصصات التجارية و الدبلوماسية ، أما التعليم المهنى المتوسط فلا يحتاج إلا إلى القليل منها.

قد يكون هذا نظرى أو ثورى عند البعض ، ولم لا؟ النظرى هو الأساس الثابت والتغيير يحتاج إلى الركض والحسم.

أرجو أن أكون قد وفقت فى التعبير بوضوح عن رأيى بدون مجاملة.