تقويم الواقع التربوي من الأمور التي لا يكاد يختلف عليها اثنان فلو أنك فاتحت متواضع الثقافة ومنعدم التعليم لقال لك إننا نفتقد التعليم أو أن التعليم منهار، وهذه حقيقة مرة لكنها واقع لا يمكن أن نتنكر له.
ما يجري الآن عبارة عن مسخ حضاري وثقافي وتعليمي وقد يكون أقرب مثال إليه هو أن أقول إن موريتانيا تبعث بطعامها إلى الفرنسيين ليلوكوه لها ثم تبلعه أطفالها فالفكرة أيا كانت لا لغة لها والطريقة المتبعة في فرنسة المواد العلمية تعني وضع جدار سميك بين ناشئة هذه البلاد وبين تراثهم المنتج باللغة العربية، وتعني سد الطريق أمام الفقراء الذين كان أبناؤهم ينالون شهادات عليا فيعلمون في وظائف محترمة لينتقلوا من مستوى معيشي إلى مستوى معيشي آخر وأصبح للتعليم ناحية
واقع التعليم في موريتانيا واقع مزر ولا يمكن أن ينتظر منه إصلاح أو نجاح، وأظن أن سبب ذلك يعود إلى الإصلاحات التي قيم بها. وأظن أن نيات من قاموا بها كانت نيات صادقة، لكنها إصلاحات مرتجلة ذات طبيعة سياسية تدفعها الحركات السياسية ،ولم تترك حتى تصل إلى نهايتها، كما أنها لا تواكب ولا تمد بالوسائل التي تمكنها من النجاح ،وأظن أن مقاربة الكفاية كان يمكن أن تكون جيدة ،لو وفرت لها الوسائل التي تحتاجها، لكنها طبقت بدون وسائل وهو ما ساهم في فشلها.
المصطفى ولد اكليب: إذا أردنا أن نشخص واقع التعليم في موريتانيا تشخيصا موضوعيا فيمكننا القول إن أغلب الفاعلين فيه والمراقبين له والمشاركين من الميدانيين المؤطرين يكادون يتفقون على أنه يعيش وضعية تحتاج إلى إنقاذ، وإلى إعادة استنطاق ومساءلة.
أنت تطرح علي سؤالا صعبا، وستكون بالطبع إجابتي ناقصة وأعتبر أن التعليم الآن في موريتانيا فيه نوع من تضييع المال والجهد وليس معنى هذا التوقف بل ينبغي أن يستمر لكنه يتعرض لبعض القضايا الصعبة التي يجب أن تحل وهما قضيتا مشكل اللغة والمشكل الثقافي.
عندما كانت هناك إصلاحات كانت تترنح أمام مشكل الثقافة والشيء الثاني هو التفاوت في الإمكانات المادية خاصة عندما أنشأت المدارس الحرة.
واقع التعليم كتبت فيه مقالا منذ 2009 أود أن تطلعوا عليه، ولكن أود تلخيصه في كلمات قليلة :أن برامج التعليم عانت من السياسة بشكل متتال حتى في أيام الاستعمار فكانت السياسة التعليمية في أيام الاستعمار نوعا من تكريس الاستعمار، وكان التعليم المحظري نوعا من تكريس المقاومة الثقافية، ولذلك نشأ تعليم قلق على أساسين مختلفين أحدهما يدعي المعاصرة والآخر يدعي الأصالة ،ولكل منهما حماته وحملته، فلما جاءت الدولة الحديثة أرادت أن تدمج الصنوين اللدودين فقامت بإصلاحا
التعليم في الحقيقة يعيش تدهورا ومستوى ضعيفا للأسف نتيجة كثرة المراجعات والكثير من الأساتذة قد بدؤو يتركونه نتيجة ضعف الظروف المادية والمعنوية التي يعيشونها
واقع التعليم مزر فالمستويات متدنية والعاملون في حقل التعليم الأساتذة والمعلمون في ظروف لا يحسدون عليها وما لم يوضع المعلم الأساسي المربي للنشء في ظروف ترفع عنه حرج الحاجة لن يكون هناك إصلاح فالأجور متدنية في هذه القطاع وهناك خلبطة سببها التعليم الخصوصي وأرى أنه يجب على الدولة دمج التعليم الخصوصي في منظومتها التعليمية وما دام هناك تعليم خصوصي لن يكون هناك إصلاح لأن 70% لا يدرسون أبناءهم في المدارس الخصوصية وحتى الأساتذة الذين يدرسون في التعليم الن