ملف خاص عن سنتين من حكم غزواني: قادة سياسيون بين الإشادة والمطالبة بتسريع الوتيرة

في ذكرى مرور سنتين من مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني يتجدد الحديث عن المنجزات والحصيلة والتقويم.

وهو حديث ينبغي أن يكون من ذوي الخبرة والاختصاص ومن زوايا نظر مختلفة تراعي التنوع في المواقع (موالاة –معارضة)

ودراية بالسياقات والظروف، وتلمسا لجوانب التمييز والانجاز ومظان الإخفاق والتعثر.

لذا ارتأى موقع الفكر أن يتتبع الاجابات المرتبطة بالسؤال عن الموضوع في المقابلات التي أجراها مع ضيوف من مختلف التوجهات والتخصصات لكن بعضها كان عن تقييم سنة ونصف وآخر عن سنتين، وستنشر تباعا –بحول الله –من خلال البدء برؤية وزراء سابقين لما مضى من المأمورية ثم برؤية الحقوقيين وقادة الرأي .

 فاطمة بنت الميداح: بعض المسلكيات إن تواصلت ستجعل البعض يحن إلى الماضي

يلزمني ما يلزم حزب تواصل من حيث الموقف السياسي من النظام، لكن على المستوى الشخصي يمكن أن أقول إن الرجل لو توفرت له بعض الأمور لما كان في هذه الوضعية الحالية وأهل موريتانيا أملوا فيه بعض الآمال، وقد صوتنا ضده و نعتقد أن خيارنا آنذاك خيار أفضل لو أن موريتانيا انتخبته.

من المميزات الإيجابية للرئيس غزوان  تلطيفه لأجواء الساحة السياسية، لكن هناك بعض المسلكيات إن تواصلت ستجعل البعض يحن إلى الماضي، وهذا ليس من مصلحة موريتانيا، فليس من مصلحة موريتانيا أن تتأسف على مجيء الأخيار بسبب أنهم لم ينجزوا شيئا ولذلك نريد من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن يصلح ويحسن صنعا وأن ينجز أكثر لأننا لا نريد من كان قبله ولا نحن  إليه.

صالح بن حنن: لدى الرئيس إرادة جادة للإصلاح

أعتقد أن لقائي مع فخامة رئيس الجمهورية كان مثمرا وهادفا، حيث تم خلاله نقاش قضايا وطنية هامة ومتنوعة، وكانت وجهات النظر حولها متطابقة، وإن كان لا بد من خلاصة له فيمكنني القول إنني لمست لدى السيد الرئيس إرادة جادة للإصلاح وإصرارا على السعي إليه وهذا في الحقيقة يدعو للاطمئنان ويدفع للثقة.

الرئيس جميل منصور ..النظام الحالي ليس ثورة على الماضي و ليس استمرارا له

لا أخفي أنني وجدت في الرئيس قدرة شرح وتبيين لجملة القضايا والملفات الوطنية وواقع القطاعات الوطنية المختلفة، ووجدت فيه في المقابل مع ذلك استماعا جيدا واستيعابا جيدا لما يسمع، وأعتقد أن هذه المنهجية في الانفتاح على مختلف أصحاب الرأي والسياسيين في البلد والشخصيات العامة أنها سياسة جيدة ومطلوبة من طرف رئيس الجمهورية الذي يعتبر رئيسا للجميع، نحن نعيش مستوى من التحول في طريقة إدارة الشأن العام ولكن كما أوضحت ذلك مرة، أنا لا أتصور أن النظام الحالي ثورة على النظام الماضي ولكنه ليس استمرارا له، ولا شك أن هناك أمل وتوقع ولكن لا ينبغي أن تكون هناك مبالغة.

كادياتا مالك جالو: النظام ما يزال هو النظام

قد أفهم أن هناك رئيسا جديدا قد يتم إعطاؤه فرصة حتى نرى ماذا سيعمل، فهذا يقع، وهو الذي تقتضيه المسؤولية، وكان الجميع يراقب أملا في أن يحدث تغيير، ولم يكن لدي نفس الشعور؛ لأن هذا النظام منبثق عن سابقه.

قد يكون للرئيس ولد عبد العزيز أسلوب يختلف في الحكم عن أسلوب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، لكن النظام ما يزال هو النظام، والرجال والنساء الذين كانوا مع ولد عبد العزيز هم نفسهم مع ولد الغزواني، والطرح هو نفس الطرح، فالذين كانوا مع ولد عبد العزيز هم أنفسهم ما زالوا مع الرئيس غزواني نفس التسيير ونفس الآليات.

فأنا لم أكن  أتوقع حدوث تغيير، لكن إذا كنا هناك أمل في حدوث تغيير والجميع ينتظره فيمكن أن يتريث الإنسان ليرى، لكن ينبغي أن ننتظر لفترة محددة 3 أشهر أو 6 أشهر، لكن لا يمكن أن نبقى ننتظر التغيير مدة عام ونصف، فأنا ألاحظ على المعارضة عموما طول الفرصة الزمنية التي أعطتها وقد التقى الرئيس بالفرقاء السياسيين ولكن لم يحدث أي تغيير على المستوى الميداني ولا ينبغي للمعارضة أن تتوافق مع النظام وهو لم ينجز شيئا.

وقد يكون هذا هو السبب في انعدام التغيير والتغيير لا يحدث عادة إلا إذا كنت تمارس ضغوطا على النظام لعل أن يتغير شيء وقد لاحظنا أنه لا يوجد أي ضغط على النظام، والنظام لم يحرك ساكنا.

 محمدو الناجي بن محمد أحمد:غير راضيين على الحصيلة

 نحن ننتظر، والذي حصل حتى الآن لا يرضينا وإن كان حصل تقارب وانفتاح على المعارضة وكذلك لجنة التحقيق وهذا شيء إيجابي ولدينا أمل في انفتاح على المعارضة، وننتظر منه إخراج موريتانيا من المرحلة الحرجة حاليا.

النائب شيخاني بيب: نرجو أن تأخذ حركة التنمية خطوات متسارعة

 أما الجزء المتعلق بفترة الرئيس الحالي فعندما نقلب الصفحة ونراقب المشهد من خارجه سنجد بعض الإشكالات المتعلقة بهذا الملف القضائي الضخم الذي أثير في هذه الفترة، والذي يشكل مستوى معينا من العرقلة السياسية في الأداء، وسنجد أيضا تركة ثقيلة جدا وجدها هذا النظام من نظام سابق أتى على الأخضر واليابس وبالتالي قد نجد بعض الأعذار في هذا القبيل، وإذا أضفنا إلى ذلك كارثة كورونا سنجد أن الرجل كانت  لديه فرصه محدودة جدا للقيام بأعمال ذات بال لصالح المواطنين، ورغم ذلك أنا أشيد بإنجاز بعض الأمور وهناك تحضير لبعض الأعمال المفيدة وهناك إحساس بالحرية والتفاهم وبعض التشاور السياسي بين الناس، ولكن هذا لا يصل عندي إلى ما نريد في أي مجال من المجالات فما زالت البطالة كبيرة والفقر يزداد والعمال في ظروف صعبة نسبيا؛ نتيجة للغلاء المتفاحش للأسعار وأعتقد أيضا أن التدخلات التي تمت كانت مهمة ومفيدة وخاصة الدعم المباشر وما زلنا نستزيد النظام ونحب أن تأخذ حركة النهضة والتغيير والتنمية خطوات متسارعة لنجد شيئا ملموسا يجعل الهدوء والتفاؤل الذي حصل عند الطبقة السياسية وعلى عموم التراب  الوطني يستمر، ويأخذ طابعا مستقرا في البلد ولا نكون قد أعطينا فترة للتفاؤل ولم تنجح.

 العمدة أجه ولد الدي: حجم المشاكل يستدعي الإسراع بوتيرة التحرك

تقويمي هو تقويم عمدة سابق  يختلف عمن لم يتول هذا المنصب ، لأنها تجربة مرة تقوم على التمييز بين المنتخبين وذوي الصفات المشتركة على أساس مواقفهم ومواقعهم السياسية، وهذه الظاهرة السيئة اختفت واختفت في مجالات أخرى كما أسمع رغم أني مختص  والذي أعرفه من موقعي أن هذا شيء جيد وهو أن يعامل ذوو الصفة بنفس المعاملة وأعرف أن التحديات كثيرة، منها ما يرجع إلى ما فرضته جائحة كورونا ومنها ما ترجع أسبابه  إلى تراكمات اجتماعية وأن رئيس الجمهورية مطالب أن يزيد سرعة وتيرة تحركه لأن حجم المشاكل يتطلب ذلك.

.

محمد كوريرا:ربما لم يجد الرئيس فرصة مناسبة

ربما لم يجد الرئيس فرصة مناسبة، فالناس ينظرون في عدة مشاكل كارتفاع الأسعار والأسعار  التحكم فيها ليس في أيدينا، والبطالة لا توجد في موريتانيا فحسب، بل يوجد فيها شعب ضعيف ويتكبر عن العمل.

رئيس المجلس الجهوي بآدرار يحيى بن عبد القهار: نحن بداة وفينا استعجال.

لا أظن أن ما مضى  من الفترة الرئاسية  يمكن الإنسان أن يقوم أو يقيم فيه  ما حصل، ونعتبر أن هذه السنة مرحلة انتقالية وحتى الآن تسييره لا بأس به وحصل جفاف ببعض المناطق خاصة  منطقة تكانت إلى الشمال ونطلب الدولة بالتدخل، وأرجو أن يتحسن الوضع.

الإصلاحات في طور الإعداد وعند الانتهاء منها سيتم تطبيقها كما أن التدخلات هي الأخرى في طور الإعداد ولا يمكن أن يتم هذا إلا تدريجيا. ونحن بداة وفينا استعجال.

العمدة الحسن بن محمد: انفتاح الرئيس على المعارضة لا زال شكليا

 أرى أن محمد الغزواني من حسن حظه أنه جاء بعد محمد عبد العزيز ومن سوء حظه أنه جاء بعده أيضا، فقد كان حسن الحظ؛ لأن أي سلوك أوأخلاق أو تعفف عن المال العام أو مستوى من المؤسسية والتهدئة سيحتفي به الناس؛ لأنهم وجدوا أساليب مختلفة لما عهدوا قبله، لكن من سوء حظه أنه ورث تركة الرئيس السابق التي لم تكن فيها دولة ولا مؤسسات ولا نظام، ثم إن جائحة كورونا أيضا كانت هي الأخرى مشكلة تعرض لها الرئيس الغزواني في سنته الأولى، ثم إنه أيضا حكم برجال العشرية الماضية والبعض يعتبر أن هذا أمر مستساغ؛ لأن الرجل لم يأت بانقلاب ولم يأت ثائرا، ولا من المعارضة وإنما خرج من رحم نفس النظام، لكن ما ننقمه عليه أنه كان عليه أن ينتقي من هذا النظام، فهذا النظام ليس فاسدا كله، وموظفوه ليسوا فاسدين كلهم؛ وبالتالي كان عليه وكنا نريد منه ولا زلنا أن ينتقي من هذا النظام، ثم إن انفتاحه على المعارضة لا زال انفتاحا شكليا إلى حد كبير؛ ولذلك ينبغي أن يتوسع هذا الانفتاح إلى حوار حقيقي، وإلى مشاركة في الرأي في مستقبل البلد وفي مصيره، ثم إن عليه أن يتصرف تصرفا جادا اتجاه هذه الأوضاع التي أملتها الجائحة والفساد وتصرفات الموظفين غير النزهاء، وهذا الواقع الصعب الذي يعاني منه المواطن.

 على الرئيس وحكومته أن يتصرفوا تجاهه تصرفا جادا أفعاله أكثر من أقواله.

أنا لا أنفي أن هناك نية حسنة لدى الرئيس، ولا أنكر أن هناك أمورا إيجابية حصلت، لكن الوتيرة التي تسير بها هذه الأمور والضمانات التي تضمن أن يكون هذا العمل مثمرا وفعالا وسريع النتيجة، هو ما ينقص الفترة ونرجوا أن يتم التغلب عليه.

 

 العمدة محمد السالك ولد عمار: النظام نجح في السيطرة على الجائحة

الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني جاء في ظرفية استثنائية بكل المقاييس بسبب تحديات جائحة كورونا والطريقة التي اعتمدتها الدولة وطبقتها الحكومة كانت أساسية وجوهرية و  فعالة في التعامل مع الجائحة، لأن هذه السياسة مكنت في جوانبها الصحية من تخفيف الأضرار  فكانت موريتانيا ولله الحمد من أخف الدول تضررا من الجائحة ونترحم على أرواح الضحايا الذين قضوا نحبهم في هذا الوباء ، ونعتبر أن ما قيم به من إجراءات - سواء تلك التي قامت بها وزارة الداخلية من حيث الحجر الصحي أو وزارة الصحة و جنودها المخلصون وما قامت به مندوبية تآزر وغيرها من المؤسسات في فترة ارتفعت فيها الأسعارعلى المستوى العالمي- قد ساهم في التخفيف من الآثار الناجمة عن الجائحة،  وعلى الرغم من أن  الجائحة مست  أسس العيش الأساسي إلا أن  رئيس الجمهورية وحكومته  استطاعا أن يسيطرا على الجائحة.

أما من الناحية السياسية فإن الجو الذي وفر فخامة رئيس الجمهورية كان مهما وأساسيا خاصة فيما يتعلق بتهدئة المناخ السياسي، وكما تعلمون فالتنمية مرتبطة بالسلم الأهلي والسلم الاجتماعي ومرتبطة كذلك ، بالاستقرار فإذا لم يكن هناك جو يكون فيه الوطن فوق الجميع فلا تنمية ولا رخاء.

 فالموالاة والمعارضة مواطنون وكان من الضروري فتح الباب أمامهما للمشاركة في بناء الوطن ناهيك عن مجالات أخرى عديدة والحفاظ على أسس العيش وأسس الاقتصاد هو إنجاز هام ينضاف إلى الإنجاز في المجال السياسي.

 د.عبد الله كان:هناك برامج جيدة تستهدف الطبقات الهشة 

أرى أن ما مضى من فترة فخامة الرئيس محمد والد الشيخ الغزواني قد شهد عددا لا بأس من التحسينات والبرامج التي لديه برامج جيدة خاصة أنها موجهة في أغلبها إلى الطبقات الهشة من المجتمع. وبطبيعة الحال لا يمكن أن ينجز البرنامج كله مرة واحدة وأظن أنه بحول الله وقوته سيكون باديا للعيان عند نهاية المأمورية الرئاسية.