في 12 من شوال 1412هـ الموافق 13 أبريل 1992م أبلغني بعض الإخوة بنبأ وفاة الأخ الحبيب، والصديق الكريم، الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري، الشاعر والداعية والسفير والمحاضر.
الإيمان بالربوبية فطرة بشرية:
وفي الندوة تعرّضنا للشيوعية وموقفها من قضية الألوهية، وأنها تقول: لا إله، والحياة مادة. وقلت فيها: إن الإيمان بالألوهية فطرة بشرية. تشترك فيها كل أمم، كما قال أحد المؤرخين: قد وُجدت في التاريخ مدن بلا قصور، ومدن بلا حصون، ومدن بلا مدارس، ولكن لم توجد أبدًا مدن بلا معابد!
وقد كان من قرارات المؤتمر: تكون لجنة تمرُّ بأمراء دول الخليج العربية، وتحرضهم على مساعدة إخوانهم في البوسنة، وتأييدهم ماديًا وأدبيًا، في كل المجالات التي يحتاجون إليها. وكانت اللجنة مكَوَّنة من الشيخ الغزالي ومني ومن الأستاذ فهمي هويدي، والدكتور الزبير، والدكتور مصطفى سيريتش، وبعض الأشخاص نسيتهم. وقد قابلت اللجنة أمير دولة قطر السابق الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، وكان استقباله للجنة حفيًّا، ووعد خيرًا.
وكان أخطر الأسئلة التي وجهت إلي في أثناء المؤتمر: سؤال من الأخوات المسلمات اللاتي اعتدي على أعراضهن قهرًا، واغتصبن اغتصابًا تحت إكراه السلاح، وكان الصربيون المتوحشون، يفعلون ذلك انتقامًا وإذلالًا للمسلمين والمسلمات، وقد حمل من هذا الاغتصاب عدد منهن، وهنَّ يكرهن هذا الحمل في بطونهن من أعدائهن وأعداء دينهن، ويردن التخلّص منه بالإجهاض، ولا يردن ولدًا يحمل هذه الذكرى السيئة والمريرة.
انعقاد المؤتمر:
وانعقد المؤتمر (1991م) وحضره مندوب الحزب الذي يرأسه الدكتور المثقف المجاهد علي عزت بيجوفيتش، وحضر الشيخ الدكتور مصطفى سيرتش، الذي عرفناه لأول مرة، وهو حاصل على الدكتوراه من كلية اللغة العربية في الأزهر، وعلى دكتوراه أخرى من الغرب.